دين الإسلام دين الرحمة والألفة ، والعطف والمحبة ، حث على الإحسان إلى الفقراء ، وبذل الصدقات للمحتاجين ، ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة ، أسوة حسنة ، وقدوة صالحة للسالكين في مجال البذل والعطاء ، حيث كان يعطي عطاء من لايخشى الفقر ، وكان في جوده أسرع من الريح المرسلة . ولأن الخير باق في أمته عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة ، فقد حرص كثير من أرباب الأموال على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في مجال الإحسان والصدقة ، لكن بعضهم وقع من حيث لا يشعر ضحية لعصابات التسول المنظم ، التي زادت من نشاطها ، وطورت من أساليبها وحيلها ، خاصة في مواسم الحج والعمرة ، حيث يتمركز أعضاؤها في الغالب عند أشارات المرور وفي المساجد والساحات المحيطة بالحرم ، بشكل يوحي للمتأمل أن هناك تنظيماً دقيقاً ، وإدارة منظمة تقوم بتوجيه أفرادها للتسول بطرق احترافية لجني الأرباح من المواطنين ، وأكل أموال الناس بالباطل . ونظراً لما لهذا الموضوع من أهميه بالغة تتعلق بمصلحة المواطن وسلامة الوطن ، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وحضارياً، فإنه لابد من التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ،ودراسة أسبابها ،وتحديد حجمها بصفة دورية ، وتكثيف الجهود في التحري والمتابعة لمرتكبيها ,من خلال منهج مشترك يقوم على استراتيجيه واضحة وأساس علمي وإحصائي سليم حتى نقضي عليها ، ونضمن بحول الله وقوته وصول الصدقات إلى المستحقين لها فعلاً ، وبخاصة الذين لايسألون الناس إلحافاً، وتمنعهم عزة النفس والحياء من الخروج للشوارع والمساجد لسؤال الناس وطلب الصدقة منهم . @alkhulifi55 [email protected]