يُقرر قرارات وفجأة يصدر أخرى مناقضة لها، ويوافق على رأي وفجأة وقبل أن يتم الموضوع يعلن رفضه له! وفي أحايين يبدي التزامه ببعض الآراء الأسرية أو المالية ولكنه ما إن يبدأ في تنفيذها حتى يظهر تهربه منها؛ إنها (مزاجية الزوج) التي لا تزال الزوجة معها حائرة مترددة في كيفية التعامل مع رجل بهذه الشخصية المزاجية. (الرسالة) ناقشت أسباب مزاجية الزوج، وطرق علاجها، والنصائح الموجهة لكلا الزوجين على حدٍ سواء لتجنب عواقبها في سياق هذا الاستطلاع: بداية أوضح المستشار النفسي د. عبدالله الشمراني أن مزاجية الأزواج قد تجلب الكثير من المشكلات موضحًا أنه في أحيان كثيرة تحدث خلافات بين الزوجين من غير أن يبوح بها لزوجته أو لمن حوله أو أن يحل تلك الخلافات فيعمد إلى افتعال مشكلات غير واضحة الأسباب الأمر الذي يجعل الزوجة تعيش في حيرة من أمرها. ويضيف الشمراني أنه لو فتح باب الحوار لعرف السبب وتم علاج المشكلة. وأوضح الشمراني أن الذهاب للنتائج مباشرة دون محاولة معرفة الأسباب الحقيقية يزيد من تعقيد المشكلة. وطالب الشمراني المرأة التي تريد الحد من مزاجية الزوج أن تدرك أن سبب ذلك مشكلات لم يفصح عنها ربما خوفًا من إظهار الحقيقة حتى لا يوصف بالأناني أو الجشع، وأوضح الشمراني أن كثيرًا من المشكلات تكون نتيجة للخلافات المالية أو الخلافات حول الفراش، وهي قضية لا زال المجتمع يخاف التصريح بها نتيجة لتدني ثقافتنا الحياتية، وأكد الشمراني أن المزاجية ستختفي عند معالجة الدافع الحقيقي وراءها، والحوار بلغة هادئة. ضغوط الحياة في حين شدّد المستشار التربوي والأسري محمد عزوز على أن الضغوط اليومية تسهم في المزاجية العالية فقال: «في بعض الأحيان تكون الظروف اليومية والضغوط الحياتية هي المتحكمة في الشخص أو الزوج، موضحًا أنه حينما تزيد ضغوطات الحياة على الزوج قد لا يجد متنفسًا غير البيت والعائلة لتنفيس غضبه، محذرًا أن ذلك قد تكون له عواقب سيئة على الزوجة والعائلة الذين لا ذنب لهم في هذه القضية، ولتجب مثل هذه الأمور يشير عزوز إلى أهمية عزل المشكلات والقضايا العائلية عن العمل وكذلك عزل مشكلات العمل خارج إطار العائلة حتى لا يتم الخلط بين مشكلات العمل والبيت إذ إن لكل منهما مكانه وزمانه. كما وجه المستشار الأسري من يعانون من الضغوط الحياتية إلى ممارسة رياضة خفيفة أو المشي لمدة نصف ساعة حيث تساعد على تحسين الحالة المزاجية والبدنية، كما وجه عزوز إلى تجنب المجادلة، والحديث مع العائلة في حالة التعب أو الغضب حتى تعود إلى حالتك الطبيعية، وأشار عزوز إلى ضرورة إيجاد صداقات من خارج بيئة العمل لأنه عندما يجتمع أصدقاء من بيئة عمل واحدة فإنهم لا إراديًا يتحدثون عن العمل في الوقت الذي هم فيه بحاجة للترفيه ونسيان العمل. نصائح للزوجة وأضاف عزوز مبديا نصائحه للزوجة قائلًا إن الزوجة لا يقل دورها عن دور الزوج؛ حيث يكون دورها في بعض الأحيان أهم فهي تقوم بإدارة الدفة والسيطرة على الأمور، واختيار الوقت المناسب للمناقشة، وطرح مشكلات البيت، ومحاولة استقبال الزوج بابتسامة، وكلمات جميلة، وبعض الفكاهة غير المبالغ فيها، ومحاولة سؤاله عما يزعجه بطريقة رومانسية، والتخفيف عنه، وخلق جو من الهدوء، مع وجود بعض الروائح من معطرات الجو التي تخلق جوا من الهدوء والراحة النفسية. مؤشر بورصة أما المستشار الأسري أحمد الشيخي فيرى أن المرأة لها قدرة على ضبط مزاجية زوجها موضحًا أن مزاج الرجل كمؤشر البورصة يتأثر صعودًا وهبوطًا بحسب التغيرات المحيطة به، وبحسب مقدار الفجوة بين الواقع والطموح، وأشار الشيخي إلى أن المرأة الحكيمة التي تقف خلف نجاحات الرجل العظيم هي التي تمتلك المقدرة على ضبط مزاج الزوج برجاحة عقلها، وأساليبها المتنوعة في إدارة انفعالاته؛ فهي صمام الأمان له ولمنزلهم الجميل، مؤكدًا أن تقلبات المزاج هي جزء من حياة الإنسان، والتي ينبغي ألا تقف أمام أهداف الأسرة المشتركة أو الأهداف الفردية.