كثيرًا ما يساء استخدام مصطلح الرؤية، شأنه في ذلك شأن القيادة ذاتها، فيتعامل معه الخبراء كما لو كان مفهومًا شاملاً يجمع كل ما لا يمكنهم تفسيره وهذا أمر مؤسف لأن الرؤية من أهم سمات القيادة ولايمكن تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه الرؤية اذ يعتبر امتلاك الرؤية والتمسك بها جوهر القيادة الناجحة فوفقا لمقولة (فردريك سميث) الرئيس التنفيذي لشركة (فيدكس ) المهمة الأولى للقيادة هي توصيل رؤية المؤسسة وقيمها . لقد درس (وارين بينيس) الفرق بين الفشل والنجاح المؤسسي ثم كتب قائلاً (يمتلك القادة الفعليون قدرة على رسم رؤية مقنعه ترتقي بالأفراد إلى مستوى جديد وهو يرى أنه لا يوجد قائد يمتلك كل سمات التميز في القيادة لكن كل القادة الرائعين يمتلكون رؤية فبدون الرؤية لا قيادة). ولكن لماذا تعتبر الرؤية مهمة؟ وللإجابة على هذا السؤال الهام يجب أن نجاوب على الأسئلة التالية:- كيف يمكن للإنسان اقناع الناس باتباعه وهو لا يعرف وجهته؟.. كيف يقنعهم بالتضحية بوقتهم وجهدهم دون أن يوضح ما سيجنونه لاحقا. تخيل (كولومبس) يحاول الحصول على تمويل من أسبانيا وإقناع بحارته بالعمل الشاق لشهور دون أن يملك رؤية مقنعة للعالم الجديد وما سيعود به من مجد وثروات. وتخيل (جون كيندي) يحاول حشد أمريكا حول برنامج فضائي طموح دون أن يتصور الحرية والتقدم ومستقبل غزو الفضاء. إن كل فرد يحمل رؤية فهو عظيم وما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة والدولة وعلى الأمة .فإن السعداء والناجحين في التاريخ والحاضر هم أصحاب رؤى ويرى الدكتور/ صلاح الراشد أنه من الخطورة أن يكون الفرد منا بدون رسالة أو رؤية فضلاً عن المؤسسة والدولة والأمة وأن عشرين ألفاً بخطة محكمة يكفون لينهضوا بأمة عظيمة. يركز أغلبنا على ما سيحدث الأسبوع التالي أو على التقرير ربع السنوي أو الانتخابات التالية بينما ينظر القادة ذوو الرؤية إلى ما هو أبعد من المشتقات والإلهاءات اللحظية ليتوصلوا إلى أفكار عظيمة. ويتسم القادة ذوو الرؤية باتساع بصائرهم وجموح خيالهم على نحو مفرط فيمكنهم التطلع إلى المستقبل بشيء من الإعجاز والإيمان بإمكانية تحقيقه. وسواء كنا سياسيين أو قادة أعمال أو عسكريين فإن أقدر القادة على تكوين رؤية هم من يربطون تطلعاتهم المستقبلية بالدروس الماضية. عزيزي القارئ: 1- الرؤية هي متطلب للقيادة المؤثرة. 2- السمات المميزة للرؤية: أ- التوجه المستقبلي.ب- الخصوصية أو التحديد.ج- الرؤية ليست تحقيق الربح. 3- عناصر تحديد الرؤية: أ- احتياجات العملاء: ما هي الحاجة التي يراد إشباعها. ب- مجموعة العملاء: من هم العملاء الذين يراد إشباع حاجاتهم. ج- التقنية المستخدمة: كيف سيتم إشباع هذه الحاجات. 4- الرؤية تمنح التابعين هدفاً عاماً مهماً فتلهمهم من خلال صورة متوقعة للمستقبل. د. مجدي سليمان صفوت – جدة