القيادة: إنتاج بالتأثير هي التأثير في الآخرين، وتوجيه جهودهم لتحقيق ما يصبو إليه القائد، ومن وجهة نظر تنظيمية، فإن القيادة تمثل عملية التأثير على الفرد والجماعة لتوجيههم نحو تحقيق غايات وأهداف المنظمة، وتركز القيادة على العنصر البشري، وتركز على الافتراض بأن فعالية المنظمة تعتمد بشكل رئيس على حفز الأفراد العاملين، وعلى تضافر واستغلال قدراتهم، وفي فترة مدرسة الإدارة العلمية ركز المديرون انتباههم على الظروف المادية للإنتاج (الآلات والمعدات)، وإهمال الجانب الإنساني التنظيمي، وكانت النتيجة انخفاض الإنتاجية وانخفاض معنويات الأفراد، وأصبح العاملون أكثر ابتعادًا عن الولاء التنظيمي، أما في مدرسة العلاقات الإنسانية، فقد تركز الانتباه على أهمية الحفز، وأهمية كل من الفرد والجماعة في نجاح المنظمة. وللقيادة تعريفات كثيرة نذكر منها تعريف (كيلي ولازير) واللذان عرفا القيادة على أنها عملية التأثير على نشاط مجموعة منظمة في مهمة تحديدها للأهداف، وتحقيقها لهذه الأهداف، أما (تيد)، فيعرف القيادة على أنها ائتلاف مجموعة سمات تمكن الفرد من حمل الآخرين على إتباع توجيهات مطلوبة لبلوغ الأهداف. ونلاحظ من التعريفات السابقة للقيادة بأن العامل المشترك في هذه التعريفات هو ممارسة القائد عملية (التأثير) على المرؤوسين من أجل دفعهم لتحقيق أهداف المنظمة، وترجع أهمية القيادة للمجتمعات البشرية من قديم الأزل، حتى لقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه السلام: “إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم”. وقديمًا قال القائد الفرنسي (نابليون): جيش من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب. ويرجع الدكتور مدني عبدالقادر علاقي أهمية القيادة للأسباب التالية: 1- بدون القيادة لا يستطيع المدير تحويل الأهداف المطلوبة منه إلى نتائج. 2- بدون القيادة تصبح كل العناصر الإنتاجية عديمة الفعالية والتأثير. 3- بدون القيادة يفقد التخطيط والتنظيم والرقابة تأثيرها في تحقيق أهداف المنظمة. 4- بدون القيادة يصعب على المنظمة التعامل مع متغيرات البيئة الخارجية، والتي تؤثر في تحقيق المنظمة لأهدافها. 5- إن سلوكيات القائد الإداري وتصرفاته هي التي تحفز الأفراد وتدفعهم إلى تحقيق الأهداف. وللقيادة أنماط كثيرة نذكر منها أهمها والأكثر شيوعًا، وهي: القيادة الديكتاتورية أو الأوتوقراطية -القيادة الديمقراطية أو المشاركة- قيادة عدم التدخل أو القيادة الحرة، وهي ما تعرف بالقيادة الليبرالية. ولاختيار النمط الفعّال في القيادة يستلزم الأمر من القائد أن يوازن بين حاجات المنظمة من خلال الاهتمام بالعمل والإنتاج وحاجات العاملين بإشباع حاجاتهم وتحقيق الرضا الوظيفي لهم، وبالتالي فإن النمط القيادي الفعّال هو الذي يبدي اهتمامًا غالبًا بالإنتاج، وبالأفراد على حد سواء، لأن الاهتمام بالعمل والإنتاج على حساب العاملين، وجني الثمار على المدى القصير؛ يؤدي إلى نتائج سلبية على المدى الطويل، كالإعراب عن التذمر والشكوى والتأخير عن مواعيد العمل، والغياب وعدم الرضا الوظيفي وارتفاع معدل دوران العمالة، كما أن الاهتمام بالأفراد على حساب العمل والإنتاج قد يفقد المنظمة صفتها المؤسسية. مجدي صفوت - جدة
----------------------------
رمضان موسم للرحمة لا موسم للتخمة في لحظة سكون سادت المجلس لفت انتباهي شرود الذهن لأحد الأصدقاء فأخذت أرقبه بنظرات متفاوتة وفي لحظة التقت نواظرنا أحس بتأملي فيه ، فنظر إلي مبتسما ابتسامة لطيفة وبهدوء الرجل المتزن المتعقل فقال: يبدو أنك لاحظت شيئا ،قلت: أجل لمحت فيك بعضا من لحظات التأمل، فتنهد ،أخذ نفساً عميقا بشهيق وزفير بأسلوب المنكر للحال ثم بادرني بسؤال: لماذا يحدث هذا ؟ قلت :وما ذاك ؟ قال: أولم تلحظ معي في هذه الأيام تهافت كثير من الناس على الأسواق لاسيما أسواق المواد الغذائية.قلت: بلى. قال: بتعجب أمر غريب!!ولماذا كل هذا الشغف في هذا الوقت بالذات من كل عام ابتسمت لصاحبي وقلت : رمضان كريم. هم يقومون بالشراء للتزود في شهر رمضان . قال بحرقة وهنا وجه الغرابة قلت وكيف ؟ فأجاب: كأن شهر رمضان عند هؤلاء أصبح موسماً للإكثار والتفنن في تنوع الطعام ليس إلا. وكأن هؤلاء لايشعرون بنهم للأكل والشرب إلا في هذا الشهر بالذات فيكثرون من شراء المواد الغذائية استعدادا لصنع مالذ وطاب من أصناف الطعام لقد غاب عنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم “حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه” وقوله صلوات الله وسلامه عليه «المعدة بيت الداء» وقوله عليه الصلاة والسلام : «ماملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه». استوقفت صاحبي ممازحا رمضان كريم يارجل . قال أجل رمضان كريم ولكن كرمه لايقتصر على وفرة الطعام والشراب فحسب فهو كريم بمافيه من فوائد جمة، وخير عميم مادي ومعنوي يغفل عنه الكثير، وكريم بمافيه من أجر وثواب ، كريم لأننا مطالبون فيه أن نربي أنفسنا على البذل والعطاء والإيثار للقريب والجار ،وكريم لأنه بمثابة الطبيب الذي يساعدنا على التخلص من السموم التي تكتنزها أجسادنا من دهون وما نعانيه بسبب عاداتنا السيئة في التغذية . هو كريم لأنه يشعرنا بالجوع والعطش لنشكر الله على ماأنعم به علينا من فضل وسعة في الرزق وصحة البدن. كريم لأنه يريدنا أن نتذكر إخوة لنا تربطنا بهم صلة رحم وجيرة فنشعر بما يشعرون حين لايجدون مايسد رمقهم على مدار العام فنلتفت لهم ونتلمس حاجاتهم فنعينهم على قضائها ،رمضان موسم فرصة لتحقيق مبدأ والله لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . موسم ينبغي أن تختفي فيه مشاعر البغض والحقد والحسد والهجر والخصام ليحل محلها مشاعر الود والتواصل والوئام لنحقق مبدأ «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ...» رمضان كريم لأنه موسم الصدقة والزكاة موسم لطلب الرحمة والمغفرة والعتق من النار موسم يجب ألا ننسى ولايغيب عن أذهاننا الغاية الأهم والأسمى لهذا الشهر الكريم الذي ميزه الله عن غيره من الشهور بميزات عديدة. فهو شهر أنزل فيه القرآن ،وشهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة ،وآخره عتق من النار. شهر خص الله الصائمين فيه بباب في الجنة هو باب الريان الذي لايدخل منه إلا هم. شهر فيه خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك،شهر قال فيه تعالى على لسان من اختاره هاديا وبشيرا : «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». رزقنا الله وإياكم صيامه وقيامه.وان يمن علينا بعفوه وكرمه ويشملنا برحمته ومغفرته والعتق من النار إنه على ذلك لقدير . دخيل الله عتيق السلمي - جدة