الفنان برهان اليماني.. موهبة سعودية واعدة سبق له وأن شارك في برنامج المواهب «عرب أيدول» في موسمه الأول ولكنه أقصي من التصفيات في المرحلة الثانية، ورغم إقصائه من المنافسة استطاع أن ينتزع إعجاب أسماء كبيرة ولامعة من رواد الفن الأصيل للأغنية السعودية، أمثال الموسيقار الكبير غازي علي، وشاعرة الحجاز القديرة ثريا قابل، والموسيقار القدير محمد المغيص.. ومن هنا شعرنا بوابل من الأسئلة الكبريتية التي تساقطت على مخيلتنا، وبدأت تتقافز أمامنا علامات الإستفهام (؟؟؟) عن أسباب تقديم هذا الدعم والتشجيع من قبل هذه الأسماء اللامعة للصوت الشاب برهان، وعن سر إعجابهم به.. غازي علي: هو جاهز للمنافسة وسأترك فنه يتحدث عنه البداية مع الموسيقار غازي علي، والذي تحدث عن موهبة برهان اليماني، وقبل أن ينتهي سؤالنا له ذكر بأن برهان مثل ابنه ودرس لديه دراسة أكاديمية وهو يحفظ أصعب الألحان الكلاسيكية بكل سهولة، حيث يحفظ ألحانًا للرحلين الكبار زكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب ولفناني جيل رواد العصر الذهبي، وهو أيضًا يمتلك روحًا متذوقه يجسّد من خلالها حبه وعشقه للفن والطرب الأصيل، وأصبح قادرًا على بلورة هذا الفن ونقله للناس. ويضيف الأستاذ غازي علي: الفنان برهان بالتأكيد يمتلك كمًا من الإبداع بداخله للفن، وهو فنان جاهز للمنافسة، ودورنا هو أن نضعه على الطريق الصحيح مع ما يتلاءم مع إمكاناته الفنية لإبراز محاسن صوته وتطوير طريقة أدائه، وأنا لن أطيل الحديث عنه وسأترك فنه يتحدث عنه في الفترة المقبلة. ثريا قابل: دعمته بنص «يا مفرّج الضيقه» ليلحنه ويغنيه ومن جانبها، قالت الشاعرة الكبيرة الأستاذة ثريا قابل: برهان صوت صافي ونقي وله شخصية مستقلة بذاتها وهو لايشبه أحدًا من الفنانين، وقد دعمته بنص من نصوصي الغنائية يحمل عنوان «يا مفرّج الضيقة» ليلحنه ويغنيه لأنه موهوب ومجتهد ويستحق الدعم، ويقول مطلع هذا النص: يا مفرّج الضيقة والهم في دقيقة.. حوّلت فرح اليوم من حلم لحقيقة. وأكدت الأستاذ ثريا أنها ستدعم أي موهبة تستحق الدعم، وتوجهت بكلمة للجيل الصاعد من الشباب بأنه يجب عليهم أن يستفيدوا من خبرات وإمكانات بعضهم البعض ويمثلون تشكيلات فنية، مثلما كان يحدث في السابق من تشكيل فني بينها وبين الراحلين الفنانين طلال مداح وفوزي محسون، فأمثال الفنان الشاب برهان من الفنانين الشباب المميزين القادرين على إكمال مسيرة روّاد الأغنية السعوية. محمد المغيص: أتمنى منه الحفاظ على المبادئ وإكمال دراسته الملحن القدير محمد المغيص هو أحد المتبنين لموهبة برهان، وقد اشاد بموهبته قائلاً: برهان اليماني موهبة شابة جميلة تستحق التقدير ويجب أن نقف ونتأمل فيها خصوصًا إذا ألتزم لأن هذا الزمن قلّ فيه الإلتزام والفن إلتزام وبحجم ما تعطي الفن يعطيك، وأصبح الذين يغنون كثر واختلط الحابل بالنابل ولا يوجد أي مضمون وأصبح الغناء ليس له علاقة بالفن. وأضاف الموسيقار المغيص: أتمنى من برهان أن يحافظ على العادات والتقاليد والمبادئ ويكمل دراسته، فهو كتاب مفتوح ويحتاج شي من بعض الثوابت وإعادة التوجيه ليكون في المسار الصحيح، واعتقد بأنه سيكون إمتداد لبعض الأسماء الكبيرة كونه مرّ من خلال بوابة الموسيقار الكبير غازي علي الذي هو بحد ذاته مدرسة وموسوعة حسية وعلمية. برهان: أعشق الطرب والفن الأصيل ردًا على سؤال «الأربعاء» عن الإضافة التي حصل عليها من خلال تجربته في برنامج «عرب إيدول» في جزئه الأول وكونه كان أحد المتأهلين للمرحلة الثانية، قال الفنان برهان اليماني: لاشك بأنها كانت تجربة جميلة استفدت من خلالها كثيرًا، إضافةً إلى المكسب الأكبر وهو الصداقة مع المشاركين، وقد استطعت إيصال صوتي للناس من خلال هذا البرنامج، وكانت ردود أفعال المتابعين ذات قيمة وأسعدتني كثيرًا، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الذين وضعوا ثقتهم بي وتنبؤا لي بمستقبل واعد في هذا المجال. وعن سبب إقصائه من المرحلة الثانية من تصفيات البرنامج، وهل تعرّض للظلم، قال: لا أتوقع أن هناك ظلم من لجنة التحكيم لأنها أشادت بصوتي رغم الخروج، وكان هناك رجع صدى مميز من قبلهم في المسابقة، واعتقد أنني لم أجيد الاختيار في آخر مرحلة من التصفيات، مع العلم أن خروجي لم يشكل لي أي عقبة، بل سيحرضني على العمل أكثر، فليس هناك شيء يسمى بالمستحيل، والإنسان بصموده وقوة عزيمته قادر على أن يتجاوز كل الأزمات التي قد يتعرّض لها في هذه الحياة ويحوّلها إلى نجاحات. وعن إتقانه للعزف ودرايته بالمقامات الموسيقية وغناءه اللون الطربي رغم صعوبة أداءه، قال: الألوان الطربية والكلاسيكية يوجد بها صعوبة فعلاً لكنني استطعت التغلب على صعوبتها كون أنني ترعرعت في عائلة تهتم بالفن، وأنا متذوّق للفن الأصيل من صغري واستمتع بهذه الألوان واصبحت متشبعًا بها، ولذا كان طموحي منذ الصغر هو دخول هذا المجال، وكنت أبحث دائمًا عن مثل هذا النوع من الأغاني الأصيلة لأنها تلامس قلبي لما تحمله وتحويه من أصالة وشجن، وهي بالنسبة لي بمثابة نوع من أنواع التمرين على حرفة الفن والطرب الأصيل. وتحدث الفنان برهان اليماني عن الأغاني التي قدمها بصوته، فذكر بأنه قدم العام الماضي أغنية «مو غلط» من كلمات وألحان عماد اليماني، وأغنية «لا تواعدني» من كلمات الشاعر علاء عريف، إضافة إلى ذلك قدمت بعض الكلثوميات والطلاليات. وعن رأيه في طرح الأغاني والافكار الموسيقية في مواقع التواصل الإجتماعي واليتيوب، ومدى تحقيقها النجاح والإنتشار، وهل هذا هو الحل في حال لم تدعمها شركات الإنتاج، قال: إذا لم يتواجد دعم إعلامي ودعم من شركات الإنتاج فاليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي كفيلة بذلك، فهي وسيلة ناجحة في نقل الأخبار ومقاطع الفيديو والأغاني بأسرع وقت وبأقل تكلفة، وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياة كل الناس ولا يمكن الاستغناء عنها، ولقد نجحت هذه المواقع في التعبير عما يكنه الشباب بداخلهم وأصبح بالإمكان الإنطلاق منها. وفي نفس السياق وفيما يتعلق بشركات الإنتاج، أضاف بأنه سبق وعُرض عليه عرضًا من قبل شركة إنتاج خليجية ولكنه تخوّف في البداية لأن نظرته لها كانت سلبية لهدفها التجاري وعقودها المخيفة، ولكن نظرته في الوقت الراهن اختلفت وأصبح يتفهّم بأنه في حالة كان هناك توافق بين شركة الإنتاج والفنان وتقارب في وجهات النظر والأفكار فيما يخدم مصلحة الطرفين وخصوصًا في مدة العقود الغير مبالغ فيها، فيعتقد بأنه ليست هناك أي مشكلة في الإرتباط في هذه الحالة، وهو حاليًا بصدد دراسة عرض من شركة إنتاج خليجية سوف يفصح عن تفاصليها ل «الأربعاء» في حالة الموافقة على شروطها. كما أفصح عن مشاريعه المقبلة، وأعلن أنه بصدد طرح عدة أغنيات منفردة أبرزها أغنية «يا مفرّج الضيقة» كلمات الشاعرة الكبيرة ثريا قابل ومن ألحانه وغناءه، وأيضًا أغنية بعنوان «أسمعك» من كلمات والده معتوق اليماني وهي أيضًا من ألحانه وغناءه وتوزيع نودي العيد، هذا إضافة إلى دراسة عرض شركة الإنتاج الخليجية. واختتم الفنان الشاب برهان اليماني حديثه معبّرًا عن فخره بالتعامل مع أسماء فنية كبيرة ولامعة من أعمدة الفن في السعودية والوطن العربي، مثل أستاذه الموسيقار غازي علي الذي تعلم منه الكثير ومازال يتعلم منه، والموسيقار جميل محمود، وشاعرة الحجاز القديرة ثريا قابل، والموسيقار محمد المغيص، والأستاذ سهيل جميل محمود، وكذلك الشكر موصول للفنان حسين الأهدل، ولوالده طبعًا الذي كان أول من اكتشف موهبته وشجعه، وكذلك أخيه الدكتور عبدالرحمن معتوق، وبصفة عامة قدم الشكر لكل الذين دعموه ومازالوا يدعمونه متمنيًا أن يكون عند حسن ظنهم جميعًا.