عودٌ على بدء إلى شركة المياه الوطنية وهي كما يبدو لي الجهة التي يفترض أن تكون مسؤولة مسؤولية كاملة عما ينفذ في شوارع مدينة جدة من توصيلات للمنازل المشكوك أصلاً في كفاءتها. فيبدو حتى لغير المتخصص وربما للمواطن البسيط أن عملية ربط المنازل بالشبكات الفرعية في داخل الأحياء تسودها وربما تهيمن عليها العشوائية اللافتة، فمشروع المليارات التي ضخّت لبناء أعظم شبكة صرف صحي في العالم (أضخم من شبكة الصرف الصحي في نيويورك) إذ استغرق تنفيذها أكثر من عقد من الزمان ووفق مواصفات الله بها عليم؟! وسنذكر ونتذكر إن كنا من الأحياء بعد عمر طويل إخفاق وتعطل شبكة الصرف العظمى والإعلان عن منافسة جديدة لصيانة وتنظيف الشبكة من التجلطات المفاجئة وغير المفاجئة التي لن يمضي عام إلا وهي تضرب الشبكة العظمى! وعودة إلى تنفيذ التوصيلات التي تقوم بها شركات صغرى من الباطن فمن شكل العمال والمعدات المستخدمة يبدو أنها غير مؤهلة، للتعاطي مع هكذا عمل تماماً واللي ما يصدق يقف على عمل هذه الشركات التي تتقاضى أجور تنفيذ عملية التوصيل من المواطنين الغلابا والتي تتراوح ما بين (2000) ريال للتوصيل العشوائي من البيارة إلى الشبكة مباشرة (وهي بالمناسبة مخالفة) إلا أن الشركات تمارسها بجسارة مطلقة وذلك في غياب الرقيب وغيبة الضمير. أو بمبلغ (5000- 7000) لتنفيذ عملية التوصيل وفقاً للمواصفات.. مواصفاتنا نحن لا مواصفات دولة فنلندا.. كان حرياً بالشركة الوطنية أن تجعل علاقة شركات تنفيذ الوصلات المنزلية عن طريقها وتحت نظرها وأن تدفع تكاليف الوصلات المنزلية من ضمن مشروع الصرف الصحي الذي ضخّت فيه مليارات الريالات، فقد سألنا الشيخ "غوغل" عن أي دولة في العالم يدفع المواطن تكاليف توصيل الصرف الصحي فكانت نتيجة البحث صفر!! لكن في جدة يتحمل المواطنون دفع التكلفة المدفوعة أصلاً، اسألوا أهل الرياض والطائف وغيرهما..! أهل جدة يدفعون ما كانوا يدفعونه للوايتات الصفراء ولكن لمدة (3) سنوات قادمة، كضريبة خطأ لم يرتكبه المواطن، أين هيئة مكافحة الفساد التي ناشدناها من هذا المنبر للالتفات لما يجري في مشروع الصرف الصحي..؟ التوصيلات المنزلية مصدر جديد لتلويث البيئة.. والله المستعان. [email protected]