يلهو كثير من الناس فلا يعرف للوقت قيمته، بل ربما يعطل عمل غيره دون أن يشعر لأنه تعود على إضاعة الوقت، وكم من أناس يقضون الساعات وهم يتناقشون في توافه الأمور، وربما بفعلهم هذا عطلوا حاجات غيرهم، لكنهم تعودوا أن يفعلوا ذلك دون معرفة تأثير ذلك على الآخرين، ولعل من مظاهر احترام أوقات الآخرين احترام مواعيدهم من حيث الانضباط فيها، والاعتذار عند حصول مانع مفاجئ، لكن هذا الاعتذار للأسف لا يحدث مما يحدث ضجة خصوصا في الوسط الرياضي الذي يحدث فيه شيء من هذا من قبل بعض اللاعبين مما أوقع من انتظروهم في الموعد المحدد في حرج كبير، وهذا فيه اساءة لنفسه قبل كل شيء،، وربما لم يكن لديه أي مبرر لعدم الحضور سوى أنه لم يهتم بالموعد أصلا، بينما الآخر خصص وقتا لذلك الموعد ومكث ينتظره، فيما غير الملتزم بالموعد ربما (تبجح) ولم يكتف بعدم التزامه بالموعد، بل ربما قال: ما كنت اتوقع أن مواعيدك مضبوطة لأنه تعود على الفوضى في حياته، وهكذا عبارات تلمس فيها رائحة تحطيم وقتل الالتزام والانضباط والحرص على تنظيم الوقت لديه، ولا يعلم مثل هذا أن ما حدث منه من إخلاف الموعد أمر خطير قد يصل بالشخص إلى حد النفاق بمصداق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ''آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف''، ولو تأملنا الواقع بشكل عام لوجدنا أن البعض يختلف الأمر لديه إذا كان الموعد لمصلحة دنيوية فتجده يحضر قبل الموعد بساعات، فهو لن يفوت الفرصة، لأن تأخره ربما كلفه كثيرا، والمكسب الدنيوي أهم من المكاسب الأخروية في نظر بعض الناس الذي كل حديثه فقط ماذا سأكسب منك إذا قابلتك وليته يعتذر عن اللقاء في حينه لكان انتهى الأمر عند ذلك؟ ومسكين حال (الغلابة) من الناس الذين ليس لمواعيدهم أي قيمة إذا لم تكن لغايات دنيوية بحتة، وضرب المثل في هذا الجانب يطول، لأنه للأسف بعض الناس يقدم رغبات نفسه على أي أمر آخر. يقول لي أحد الإخوة: إن لدينا اجتماعا عائليا لا نستطيع تحديده أو الاجتماع فيه، لأن كلا منا يقدم مواعيده على حساب لقاء الأسرة، وربما يعذر بعضنا لو كان الغياب لأمر مهم، لكنها مجرد رغبات، انتهى كلام صديقي، الذي يتحدث عن واقع موجود وملموس، وهذا أخف ممن لا يزور والدته إلا في الشهر مرة ويحدد لها موعدا، وربما يحضر أو لا يحضر، في الوقت نفسه، وهذه حالات شاذة، لأن في الواقع هناك من يجعل زيارة الوالدة هدفا يقدمه على احتياجه، بل ويسعى لزيارتها بشكل دوري وهو خارج المدينة التي تعيش فيها، لأنه استشعر حقها وواجبها عليه، وهناك صور عدة لهذه الآفة نسأل الله أن يجنبنا إياها وأن يبارك لنا في أوقاتنا ويبعد عنا كل الصفات المذمومة، إنه سميع مجيب الدعاء.