لفرنسا بصمة قوية بمدربيها في نهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم التي ستنطلق في جنوب افريقيا غداً السبت لكن وعلى غير العادة لجأت فرق كبرى في القارة لمدربين من أبنائها لقيادة فرقها في البطولة. وتستعين غالبية الفرق المتنافسة في البطولة وعددها 16 بمدربين أجانب بينهم سبعة من فرنسا وبلجيكي واحد. وسيمثل جوستافو فيرين وهو من اوروجواي مدربي أمريكا الجنوبية بمفرده قائدا لأنجولا في استمرار لميل الفرق الافريقية لجلب مدربين للمساعدة على تقديم كرة قدم أكثر تحررا. لكن عددا من الفرق الكبرى في القارة نأت عن المدربين الأجانب الذين طالما لجأت إليهم. وبقيادة مدربين من أبنائها ستلعب غانا والمغرب ونيجيريا وجنوب افريقيا البلد المضيف في النهائيات بعدما فشل المدربون أصحاب الرواتب الكبيرة في تحقيق النجاح في البطولات السابقة. وقال كيرستن نيماتانداني رئيس اتحاد كرة القدم بجنوب افريقيا مؤخرا في مقابلة «هناك وقت الآن للمدربين المحليين للحصول على فرصة على أعلى مستوى.» وعين رشيد الطاوسي مدرب المغرب في المنصب في سبتمبر الماضي خلفا للبلجيكي إيريك جيريتس الذي خيب الآمال الكبيرة التي كانت معقودة عليه رغم المواهب الموجودة في الفريق. لكن رغم ذلك يظل التأثير الفرنسي كبيرا في كأس الأمم الافريقية. ويعمل المدرب الفرنسي جيرنوت رور وهو أيضا يحمل الجنسية الالمانية مدربا للنيجر منذ ثلاثة أشهر لكن لديه خبرة في كأس الأمم الافريقية 2012 حين درب الجابون شريكة الضيافة في 2012. والفرنسيون الآخرون في فرق افريقيا المشاركة في النهائيات هم وحيد خليلوجيتش المولود في البوسنة وايرفي رينار مع زامبيا وباتريس كالديرون مع مالي وصبري لموشي مع ساحل العاج وديدييه سيس مع توجو وكلود لوروا مع الكونجو الديمقراطية وهو الذي سيشارك في البطولة للمرة السابعة وهو رقم قياسي. ولوروا هو أول من أطلق مصطلح «مدربون يحضرون في أوقات المباريات» وهو منهج يقوم به بعض المدربين الذين لا ينخرطون في الثقافات المحلية. وقال لوروا «من المهم فهم وتعلّم الثراء في الثقافة. إنها ميزة أن تكون جزءا من الولع باللعبة في افريقيا.» وتأثير المدربين الأجانب يعود ربما للأيام الأولى للبطولة قبل أكثر من نصف قرن لكن هؤلاء لم يحققوا الفوز باللقب سوى في نصف عدد المرات من بين 28 بطولة أقيمت حتى الآن. وبالنسبة لأي مدرب شاب طموح توفر افريقيا مسرحا رائعا للتألق مثلما درب كارلوس البرتو بيريرا منتخب غانا في 1970 وعمره 28 عاما. ومضى بيريرا ليفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده البرازيل في 1994. وفاز رينار بكأس الأمم الافريقية مع زامبيا في 2012 بعد أقل من عشر سنوات من عمله في إدارة مكتب لأعمال النظافة في مسقط رأسه بفرنسا. وقال عملت في النظافة طوال ثماني سنوات والآن أنا مدرب فائز بكأس الأمم الافريقية.» وأضاف بعد التتويج في العام الماضي «كرة القدم ساحرة.»