استقبلت الساحات الثقفية والأدبية والاجتماعية نبأ دخول المرأة إلى مجلس الشورى بأصداء الفرح والغبطة، لما يمثله ذلك من فرصة أمام نصف المجتمع بحيث يكون فاعلاً ومؤثرًا ومشاركًا في القرارات التي من شأنها أن تسهم في حركة التطوير والتنمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في كل قطاعاتها، اعتبر عدد من المثقفين والمثقفات أن الخطوة تمثل مقدار الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمرأة وقضاياها، مؤكدين أن هذا القرار يكتسب أهميته من حجم تمثيل المرأة في المجلس والذي وصل إلى 20% ومن العناصر النسائية التي تم اختيارها، بما يؤكد بعد النظر، ويرفع سقف التوقعات بأداء نسائي مؤثر وضخم تحت قبة مجلس الشورى.. جملة هذه الآراء في سياق هذا الاستطلاع حول قرار دخول المرأة مجلس الشورى.. خطوة كبيرة بداية يقول الدكتور نبيل المحيش أستاذ الأدب العربي ورئيس نادي الأحساء الأدبي سابقًا: تعتبر هذه الخطوة من الخطوات التي يقدرها جميع مثقفو ومثقفات المملكة في كافة القطاعات، لأنها تدفع وبشكل قوي جدًا شخصيات مهمة في المجتمع السعودي إلى مقاعد مجلس الشورى، ويعتبرن مؤهلات للاستفادة الحكيمة من خبراتهن، وهي خطوة كبيرة خطتها المملكة في هذا الميدان، وسيكون لها أثرها الكبير في تطوير عمل المجلس، فالمرأة السعودية لها رؤى مهمة خاصة بتطوير الوطن، وخاصة الكوكبة المختارة التي كان لها أثرها وبصمتها في الفترة الماضية في العديد من المجالات والتي بالتأكيد ستفرض نوعًا من التميز على نشاط المجلس في الفترات القادمة. نظرة تكاملية أما عن الدكتور عبدالمحسن القحطاني المحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز فيقول: دخول المرأة لمجلس الشورى ينظر له على أنه نظرة تكاملية، بمعنى أن الشعب كله بكافة شرائحه ممثلة داخل المجلس، سواء الشرائح الثقافية أو حتى النوعية كالمرأة والرجل، فالقضايا التي تناقش منها ما يهم الرجل بشكل خاص ومنها ما يهم المرأة، وكونها تدلي برأيها وتعرض عمق تجاربها في بعض القضايا التي قد تكون تحمل نوعًا من التجارب الحية من داخل مجتمعها، ولابد من التفريق بين الممارسة والتأهيل حيث إنه يجب أن نمارس حقوقنا لنتعلم ومعرفة الأخطاء والتكيف مع الأوضاع الراهنة والخطوات الناجحة لا تفرق بين امرأة ورجل، وفي جميع الأمور وخاصة القرارات المهمة كدخول الرماة مجلس الشورى هناك نوع من السلبيات ولكن من المهم أن ننظر للأمور من جهة حجم السلبيات ومدى تفوق الإيجابيات عليها، وبوجه عام فإن الثقافة البرلمانية والشورية تحتاج إلى وقت ليحصل نوع من الاستيعاب لها من قبل المجتمع، ولابد في كل دورة أن يتم التركيز على السلبيات لتفاديها. تجاوز التهميش الإعلامية منى أبو سليمان عبّرت عن سعادتها بهذه الخطوة في سياق قولها: نحن سعداء جدًا بدخول المرأة في مجلس الشورى بهذه النسبة العالية وتعيينها عضوًا فعالاً مساويًا للأعضاء الرجال، فالمرأة السعودية لم تعد مهمشة في الموضوعات التي تخصها أو تخص أسرتها، بل أصبح رأيها فيه مصب لكل ما يهمها وما يهم المجتمع السعودي بصفة عامة، ويعتبر هذا قيمة عالية جدًا أن يتناول أعضاء فعالون من كلا الجنسين زمام الآراء لكي يكون المنتج من القرارات حقيقيًا عاكسًا للمجتمع ككل وليس فقط للمجتمع الذكوري، وبعض العضوات كفاءتهن ليست فقط وطنية وإنما عالمية، وبهذا نكون استفدنا من خبراتهن الاستفادة الحقيقة. حلقة وصل رؤية الدكتورة خديجة القرشي وكيلة عمادة السنة التحضيرية بجامعة الطائف وعضو هيئة التدريس بقسم علم النفس صاغتها بقولها: نحن في غاية السعادة بهذا القرار ونتمنى أن ينظر دور المرأة وتواجدها في خدمة المرأة بشكل خاص والمرأة بشكل عام، فلا يغيب عن الجميع إن المرأة نصف المجتمع ومن حقها أن تنقل هذا النصف لباقي المجتمع، ومن هذا المنطلق كان لابد من مشاركتها في صنع القرار وليس فقط كمتلقية أو مستقبلة، وأصبحت أيضًا حلقة وصل بيننا وبين مجلس الشورى وهذا يعني أنها جزء ممثل للمجتمع النسوي السعودي، ولعل دخولها أيضا المجلس باكورة حصولها على العديد من الحقوق الأخرى. سؤال مرفوض ومن جانبها تقول الكاتبة نبيلة محجوب: طبعًا هذا حق طالبت به المثقفات منذ فترة طويلة، ووصول المرأة للمراكز القيادية ومساواة حقها بالرجل في الحقوق لطالما حصلت على حق التعليم ومشاركته في صنع القرار والتصويت والانتخاب، وكانت فرحتنا كبيرة ونبارك لبعضنا البعض حصولها على حق الدخول إلى مجلس الشورى، واستغرب الجدل في حق دخولها سواء من الإعلاميين، فالمرأة إنسان مثلها مثل الرجل طالما تمتلك الكفاءة والقدرات وقادرة على فهم مصلحة الوطن ككل، فالوطن يقول على مشاركة الجميع وخدمة الجميع، فهو يحتاج إلى من يصلح له هذا الوطن ليستطيع العيش مرتاح البال، لا يشكو من عدم وجود طفل معاق لا يجد مكانًا يضع به طفله ليحصل على الرعاية أو لا يجد مكانًا متوفرًا لمريضنا في المستشفيات، وبهذا لا بد من حشد الجهد، فالمرأة لها قدرات وإمكانات حشدت جهدها بها لتحقيق نوع من التقدم، وهذا ليس لأنها أفضل، وإنما لان لديها مسؤولية أساسية تكوّن من خلالها مواطنًا صالحًا، فهي على دراية كبيرة. مختتمة حديثها بقولها: المرأة السعودية الآن وصلت لأماكن دولية مرموقة مثل الدكتورة ثريا عبيد على سبيل المثال، وإضافة إلى الدكتورة حياة سندي، فهن يمتلكن زخمًا علميًا كبيرًا وطاقات إبداعية، لم نستطع الاستفادة منها إلا مؤخرا وبعد قرار خادم الحرمين الشريفين، ونحن نعلم أنهن يستطعن أن يقررن ما هو الصالح لهذا الوطن ولابد أن نكف عن سؤال: هل المرأة مؤهلة للدخول إلى مجلس الشورى؟