وأنا أتصفّح التطبيقات التي يعرضها للبيع متجر Apple Store في جهاز الآيفون، عثرتُ على تطبيق واحد يحتوي على جُلّ أغنيات المطربة الراحلة أمّ كلثوم!. يا لَعَبَق الماضي الأصيل، لقد ذكّرني التطبيق به، فأمّ كلثوم لا زالت سيّدة الطرب العربي، وسوف تظلّ كذلك، ربّما لقرون قادمة، شاء من شاء وأبى من أبى، وطربها كان راقياً وخالياً من الصخب والابتذال الموجوديْن في كثيرٍ من طرب الحاضر!. لكن ليس هذا بيت القصيد في المقال، بل هو أسماء أغنيات أمّ كلثوم، إذ دُهِشْت أنّ حظاً وافراً منها يصلح كعناوين مختصرة لما يُعانيه المواطن العربي في بعض البلاد العربية!. أكيد، تريدون أمثلة؟ حسناً هاكم إياها: أغنية (أخاطب نفسي): أليس المواطن العربي - ومن كثرة مشكلاته - أصبح يخاطب نفسه مثل المذهول، في صحوه كما في نومه؟. أغنيات (فكّروني) و(فات الميعاد) و(دارت الأيام) و(عرفت الهوا): ألا يَعِد المسئولون المواطنَ بما يُحسِّن حياته، ويُفكّرونه مراراً وتكراراً بهذا، لكن بلا جدوى، حتى يفوت الميعاد، وتدور الأيام، ليعرف أنّ وعودهم.. (هوا)!. أغنية (أمل حياتي): والأمل هنا هو الوظيفة الشريفة لكلّ مواطن، فأين هي؟ وهو السكن اللائق والرخيص والمملوك له، فأين هو؟ وهو الصحة المفترض وقايتها قبل مرضها، وعلاجها إذا مرضت، عاجلاً لا آجلاً، وبلا تكلفة عالية، أو أخطاء طبية، فأين هي؟ وكذلك هو الدخل المالي الكافي له ولأهله وذريته، فأين هو؟ . أغنيتا (يا مسهّرْني) و(أقبل الليل): فكم من مواطن لازمه السهر لدرجة الأرق من همومه، حتى إذا (أقبل الليل) توحّش به بدلاً من الاستئناس بسكونه والطمأنينة فيه!. أغنيات (ظلموني الناس) و(دليلي احتار) و(حيّرت قلبي معاك): فكم من مواطنٍ عربي قد ظُلِم، ولم تُزحزح عنه مظلمته، فاحتار دليله وقلبه، ولا زالت الحيرة تلازمه!. وهناك أمثلة أخرى لا تتسع فترينة بضاعتي لها، ولهذا أختم بالدعاء أن يرحم الله أمّ كلثوم ويغفر لها، ولو كانت حية لصدحت ثانيةً بكلّ أغنياتها لعيون المواطن العربي، لعلّ وعسى!. @T_algashgari [email protected]