أتابع من كثب برنامج "مؤسسة الفكر العربي" لكونه يتطرق دائمًا إلى موضوعات جوهرية للدول العربية والتحديات المستقبلية التي ستواجهها، وخلال متابعتي لإحدى حلقاته والتي ناقشت بعض القضايا مع مسؤولين رفيعي المستوى والذين كشفوا النقاب عن دراسات أعدت من قبل مؤسسات اقتصادية عالمية أشارت إلى أن إجمالي الدخل للدول العربية مجتمعة خلال العقد القادم سوف تصل إلى (14) تريليون دولار وأننا بحاجة إلى توفير ما بين (70- 75) مليون فرصة عمل خلال الفترة ذاتها. وبغض النظر عن المعايير التي استندت إليها تلك المؤسسات في حساب إجمالي الدخل المتوقع من النفط والغاز والسياحة وحركة تشغيل الموانئ وخلافه، فإن الإحصائية تثير القلق وتحتاج إلى إعادة النظر في أوليات الإنفاق الحكومي لمجتمعاتنا العربية وإدراج تطوير الأجيال القادمة لبناء قاعدة اقتصادية واضحة المعالم تضعنا على خارطة الدول المتقدمة. إحدى الدراسات الحديثة التي تناولها السيد أدمونا العيسى بدعم من قناة mbc الفضائية خلال نشرها إحصائيات مماثلة أشارت إلى أن حجم البطالة في الوطن العربي وصل إلى (20%) أي تمثل (25) مليون عاطل من إجمالي القوى العاملة التي تقدر ب(120) مليون عامل مقارنة بنسبة (6%) عالميًا، وأننا بحاجة إلى ضخ (70) مليار دولار لتدعيم والنهوض بالمعدل الاقتصادي بالدول العربية من خلال توفير ما لا يقل عن (5) مليون وظيفة سنويًا. همسة: استطاعت كوريا الجنوبية خلال ستة عقود بمساعدات أمريكية بلغت ستين مليار دولار على مدار ثلاثين عامًا أن تتحول من دولة زراعية متخلفة لتصبح إحدى الدول الصناعية المتقدمة، ذكر الدكتور على فخرو أن ذلك كان من خلال تغيير الثقافة ببناء نظام تعليمي يعتبر الأفضل في العالم ليكون مستوى تعليم الفرد هو أساس المنافسة واقتناص الفرص في مجتمعاتهم، وهذا خلق إنسانًا مالكًا لسلوك العمل الجاد والانتظام واحترام الوقت والالتزام الضميري تجاه الإتقان والجودة. [email protected]