عندما «تعطس» الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن العالم يصاب بالزكام، صيغت هذه العبارة عام 1929م في أعقاب انهيار «وول ستريت»، وأصبحت تشير إلى واقع الاقتصاد العالمي الذي نعيشه الآن، فهل ذلك المارد الاقتصادي الذي يستأثر على نسبة (25)% من الاقتصاد العالمي على وشك الإفلاس؟ هل تداعيات الأزمة الاقتصادية باتت تتفاقم حتى أصحبنا ننتظر تسونامي اقتصادي يعصف بالعالم ويلتهم الأخضر واليابس؟. على المستوى الاقتصادي يبدو الرخاء الأمريكي وقد تحول إلى عبء لا تنوء تحت أثقاله الخزينة، فقد أصبح واضحًا للعيان الأزمة الاقتصادية التي ألمّت بتلك الدولة العظمى، حيث تجاوزت نسبة البطالة نسبة (9.2)% وارتفعت ديونها الخارجية من (6000) مليار في عام 2000 إلى (14.3) تريليون دولار. المتابع للأحداث الاقتصادية الأخيرة وبالرغم من موافقة الكونجرس على زيادة سقف الدين العام الأمريكي يشير إلى أن هناك انهيارًا وشيكًا للاقتصاد العالمي لكون إعلان الإفلاس وعدم القدرة على سداد الدين العام يعني انهيار الدولار، وعجز الخزانة الأمريكية عن سداد ديونها البالغة (4.5) تريليون دولار لحكومات ومؤسسات أجنبية، والتي تحتل الصين المرتبة الأولى من حجم تلك الديون بمبلغ (1.15) تريليون دولار، تليها اليابان بمبلغ (956) مليار دولار، ثم بريطانيا بمبلغ (333) مليار دولار، وتأتي الدول العربية في المرحلة الرابعة بحجم دين يصل إلى (400) مليار دولار تستأثر الدول المصدرة للنفط بنصيب الأسد منها بمبلغ (221) مليار دولار، وهذا ما أشار إليه الكاتب الاقتصادي محمد نعمة عمر. وعليه فإن شطب الولاياتالمتحدةالأمريكية لديونها، وخفض قيمة الدولار سوف يساهم إيجابيًا في تنشيط الآلة الاقتصادية الأمريكية، ويُعزِّز نحو انطلاقة جديدة لها، ولكنه في الوقت ذاته سوف يؤثر سلبيًا على اقتصاد الدول العربية كون معظم مداخيلها مرتبطة بالدولار وقد خسرت ما يقارب (50)% من قيمة عائداتها خلال العقد الماضي بسبب تراجع الدولار مقابل اليورو. همسة: يقول كونراد ديكوادروس الاقتصادي البارز: «إذا دخلنا كساد آخر في هذه المرحلة فسيكون كارثيًا، فنحن لم نتمكن من التغلب بشكل كامل على الكساد السابق»، مع العلم أنني أؤمن بالمقولة: «تفاءلوا بالخير تجدوه».. ولكن بوادر هذه الأزمة لا تُنبئ بخير. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (79) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain