أنا فتاه أبلغ 24 سنة من عمري، منذ فتره طويلة وأنا اشعر باكتئاب شديد لدرجة أنني أحيانا أبكي بلا سبب في فترة المراهقة كان الجميع يسخر من شكلي ومن طولي خاصة يقولون بأني قصيرة (مع العلم أن طولي 149) كبرت وأنا اشعر بالخجل من جسمي، وأشعر أن إذا رآني أحد لأول مرة سيشعر بالصدمة من شكلي، وأحيانا أشعر بالضيق بلا سبب يصاحبه ضيق في التنفس، وأكره أتصور وأن يكون لي صور. إلى جانب كرهي لجسمي أشعر أحيانا بالخوف من المستقبل ومن الموت ودائمًا أشعر النقص وأني ناقصة بشكلي وزينتي أشعر أني مراقبة واني اذا كنت سأقوم بأي عمل سأفشل وان الناس سيسخرون مني اشعر أني وحيدة مع اني مرغوبة ممن حولي واشعر ان أي فتاة غير جميلة لا احد يحبها، أنا إنسانة لا احب المشاكل أبدا لأني أخاف إذا افتعلت مشكلة سيخرون مني ما الحل؟ ن.م - جدة يجيب عن الاستشارة أ.د.سامر جميل رضوان استشاري الطب النفسي فيقول: «تعذبك المشاعر المتعلقة بذاتك وصورتك عن نفسك إلى درجة وصلت أن سيطرت عليك مشاعر الاكتئاب -كما وصفت نفسك- والتي أصبحت تتجلى في صورة من الأعراض الجسمية كضيق التنفس، والأعراض النفسية القلق، والخوف من المجهول والوحدة ومشاعر كره الجسد، ورفضه وتوقع الظلم. وأصبحت تشككين بقدراتك، ومع أنك تشعرين أنك فتاة مرغوبة ممن حولك إلا أن هذه المشاعر لا تعزز ثقتك بنفسك بل أحيانًا تعطي شعورًا معاكسًا». لقد ترسخ في وعيك أنك إنسانة غير جميلة، وغير طويلة، وما إلى ذلك من تفاصيل كثيرة مررت بها في محيطك، وتدركين في الوقت نفسه أيضًا أن هذه الصفات هي التي لا يتمناها الإنسان لنفسه لأنها صفات سلبية كما هو مزروع في لاوعيك وهذا التناقض المدرك يمكن أن يبين سبب تلك الأعراض التي تعانين منها. والخطوة الأولى في العمل على النفس هو تعديل التصورات (الأفكار) الراسخة حول النفس، وإعادة تفسير الأسباب والنتائج. وبالطبع فإن هذا الأمر ليس سهلاً، إلا أنه ممكن، وهو طريق ليس آليًا، أي لايتم بقول الإنسان لنفسه حسنًا سأغير فكرتي الآن فيحصل على نتيجة مباشرة وإنما هو طريق يحتاج إلى جهد وتدريب وتثقيف وصبر وتحمل، إذا أردت الحصول على نتيجة، وربما تحتاجين في هذا إلى مساعدة متخصصة. ولكن في حال عدم توفرها فإن العمل على نفسك وبجهدك الخاص يمكن أن يحقق نتائج طيبة. وفي هذا الأمر يمكنك الاطلاع على الكتب والمنشورات المتعلقة بتنمية الذات، وتعديل الأفكار والمشاعر وتنمية الثقة بالنفس وكثير غيرها مما له علاقة بالموضوع. ناحية أخرى عليك أن البدء بإعادة النظر بالتدريج في قناعاتك حول نفسك، والتشكيك بكل الأفكار السلبية التي تمتلكينها حول نفسك. وتبدأ الخطوة في التسجيل اليومي للخبرات الصغيرة الناجحة التي تفكرينها حول نفسك أو تأتيك من المحيط. وتسجيل ما تستطيعين القيام به، وما تمتلكينه من مهارات إيجابية في أمور كثيرة. في البداية يكون صعباً اكتشاف ما هو إيجابي بسبب غلبة الأفكار السلبية ولكن لو بحثت فسوف تجدينها لديك، وتسجلين كل خبرة ناجحة وجيدة تمرين بها، مهما كانت صغيرة. وبالطبع فقد لا يكون الإنسان راضيًا كلية عن طوله، لكن بالمقابل هناك صفات كثيرة تمتلكينها، وتحتاج للبحث والاكتشاف، ربما لا يمتلكها الآخرون وعليك أن تبحثي عنها وتطورينها فتعزز لديك تلك الجوانب التي تشعرين فيها بالثقة أكثر فأكثر.