وصف المعارض السوري الدكتور برهان غليون، الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب خطابه أمس، ب "أمير الحرب" الذي يسعى لتجديد البيعة له. وقال ل"الوطن"، إن الأسد اتضح إخلاصه لنفسه، وفي نفس الوقت يبدو أكثر انغلاقاً وضيقاً في الأفق ومتعجرفاً يشعر بالجرأة، وتجلى ذلك في إصراره في محاربة ما يصفه بالإرهاب. وأضاف غليون "الأسد تحدث في خطاب مضحك ومؤلم في آن واحد، ويتضح أن النظام السوري الذي تتزعمه هذه العصابة مستمر في قتل وسفك دماء الشعب السوري بدليل الشبيحة الذين حضروا مصفقين ومطبلين للرئيس الأسد". واعتبر غليون خطاب الأسد تعبوي بامتياز، وقال "شيء مؤلم في الحقيقة أن القتل في تصاعد أكثر وأكثر ولا يزال الأسد وزمرته بعد عامين من الأزمة التي ذهب ضحيتها أكثر من 60 ألف قتيل، يفكرون في الحوار الذي لا يمكن أن يعقل بعد أعداد الضحايا التي ذهبت في إطار سياسة هذا النظام المجرم". وكان الرئيس السوري ظهر في خطاب هو الأول له منذ سبعة أشهر، وبعد ظهوره في قناة "روسيا اليوم" في نوفمبر الماضي، وسط شعارات لا تزال الطبقة الحاكمة في سورية تحرص على توظيفها لشحن وتعبئة الشارع والرأي العام السوري. وقدم الأسد شبه مبادرة رآها أنها قد تكون مخرج سياسياً للأزمة، لكنه وضع معارضة الداخل طرفا أبرز في أي عملية سياسية قد تشهدها البلاد، وصرف النظر عن مسألة بقائه أو رحيله عن سدة الرئاسة. وغلف الأسد المبادرة التي قدمها بشروط يراها معارضون أنها تعجيزية من جانب، وتعمل على صياغة إعادة النظام بشكل غير مباشر من جانب آخر، وهو الأمر الذي رفضته وترفضه كافة التكتلات السياسية في سورية. إلا أن الائتلاف السوري المعارض رفض أي مبادرة تعيد الاستقرار لنظام الأسد، وقال المتحدث باسمه وليد البني "هناك هدف خرج السوريون من أجله، ودفعوا لأجله حتى الآن اكثر من 60 ألف شهيد، ولم يقدموا كل تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية" الذي يحكم سورية. واعتبر البني أن طرح الأسد "هو استبعاد إمكانية أي حوار مع الثوار، هو يريد أن يحاور من يختاره هو، وضمن هذا الحوار لا يقبل أي مبادرة تؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري أو تؤدي في النهاية إلى رحيله وتفكيك نظامه". كما اعتبر المجلس الوطني السوري المنضوي في الائتلاف أن "رئيس النظام السوري رد على المبادرات الدولية بالرفض القاطع. رد على الهزائم التي تلحق بقواته بخطاب مزاعم منفصل عن الواقع". وهو ما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يصف الخطاب بأنه "أكثر من نفاق". وقال "إنه مسؤول عن القتلى والعنف والقمع الذي تغرق فيه سورية، ووعوده الباطلة لا تخدع أحدا". كما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجددا أن الرئيس السوري يجب أن يرحل. وأضاف "ارحل: هذه هي رسالتي إلى الأسد. إن كمية الدم التي تلطخ يديه تفوق التصور بالفعل". كما اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "تصريحات الأسد ما هي إلا تكرار لما يقوله دائما. نفس الوعود التي قدمها لنا. الأسد لم تعد له سلطة تمثيل الشعب السوري فإن كلماته أيضا فقدت القدرة على الإقناع. هناك حاجة إلى إكمال فترة انتقال سريع من خلال محادثات يكون بها ممثلون للدولة السورية".