( يا سااااتر يا رب لك الحمد و الشكر و الفضل و المنة ، يا دي الهنا يا دي النور ، يادي كل حاجة حلوة ) ! الآن و بعد أن نجانا الله من موقعة ميسي يحق لنا أن نمد يدينا و رجلينا و نتبطر و نفتري و نكيد العذال ،و نردد عبارات المنتصرين :( مش كل الطير يتاكل لحمه يا سي ميسي ! ) فهنا حتى الدجاجة صارت طعام النخب و انضمت أطباقها للقائمة الماسية في المطاعم ، و ستدفع نصف قيمة عقدك لشراء دجاجة ، الدجاج هنا سيزحزح الكافيار ولن يحلم أحد بجناح دجاجة إلا أثرياء القائمة العالمية ، يعني يا أخ ميسي بإمكانك أن تمارس الفلسفة ( الميسية ) مع الناس ( البرشلونية ) و ضد ( المدريدية ) و ( التشلسية ) أما في السعودية ننصحك أن تصحصح و تفرك عينيك جيدا فأنت أمام الأخضر و صقوره ، و قد برئت ذممنا منك و نصحناك منذ لحظة قدومك في أنك في المكان ال(غير)! و قد كنا قبل المباراة ما بين وهجك ( البرشلوني ) و تحت تأثير الخمسة الإسبانية التي لم تعمل حسابا لمعنوياتنا الهشة ، فأوشكنا أن نكفر بالأخضر يا رجل ! لكن و بعد أن نجح (القرانيس) الخضر في تعطيلك و الخروج بمرمى نظيف بل ووصلت معنوياتهم أن يسجلوا و يهددوا و يحاصروا ، الآن و ( بعين قوية ) نقول : هع ! مع أننا قبل المباراة لا ندري كم قيل علينا من ( هع و هأأأأو أو ) ! لكن المهم من ( انبسط ) في الآخر ، و أنه في المحصلة النهائية لسخريتنا و جلدنا لذاتنا و لصقورنا و ثنائنا و دعمنا و تقلباتنا بين هذه الحالات أن إحداها آتت أكلها و عادت الروح لمنتخبنا و شعر اللاعبون بقيمة الشعار الوطني ، و فهموا ماذا يعني أن تكون فردا في منتخب وطنك ، و ماذا يعني أن تعلق فيك آمال وطنك و أحلام مواطنيك ، فالروح المتوقدة بالحب و البذل ستستبدل شموع المعنويات التي انصهر الكثير منها على مر الإحباطات و الاجتهادات التي لم تثمر عن شيء زمنا طويلا – ستستبدلها بمصابيح تعمل على الطاقة الوطنية و الشعور بالمسؤولية ، و ستعمل للأبد بوقود الحب الذي لا ينضب ! كم اشتقنا لمنتخبنا الذي كان يزلزل المدرجات دخول أفراده للملعب ، كم افتقدنا ثقل المنتخب و عمالقته ، لقد أوشكنا أن نفقد الأمل في عودته و الانتشاء بانتصاراته و كسر الصيني و إقصاء الياباني و تبديد آمال الإيراني ! اليوم و صغار الصقور ينجحون أمام كبار الأرجنتين المصنف ثالثا على العالم و يجبرونهم على الخروج بالسلامة فإن آمالنا انتعشت و أحلامنا تنفست و صار لدينا أمل في عودة منتخب الثمانينات البطل . [email protected]