سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثقافة الانتخابات.. اتحاد الكرة أنموذجاً انا على يقين تام ان مجتمعنا بعد بضع سنين سوف يصبح متقناً لتلك الثقافة وأن يمارس تنفيذها بأعلى درجات الاتقان المهني
ونحن نعيش مرحلة التمازج الثقافي والحضاري العالمي الذي يتنامى بصورة لافتة في مدخلاته ومخرجاته مما جعل مسايرته امراً يعد في غاية الصعوبة بعد أن أصبحنا جزءاً لا يتجزأ من هذا المعترك الثقافي والحضاري الواسع وأصبح حتماً علينا أن نؤثر ونتأثر بما يدور حولنا من ثقافات ومخرجات حضارية في ذلك المعترك المتلاطم بالأفكار المتجددة دائماً، وبما أن ثقافة الانتخاب أصبحت من أهم تلك المكونات الثقافية والحضارية بعد أن أصبحت سلوكاً ممارساً على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية وأصبحت مرآة تعكس حجم القيمة الحضارية للأمم . وبما أن مجتمعنا لازال يتطلع الى ممارسة ذلك الحق الإنساني كسلوك حضاري ومطلب شرعي حث على ممارسته ديننا الحنيف في مواطن كثيرة فإن ذلك يستوجب السعي لجعل ذلك الأمر فاعلاً ضمن التكوين الاداري المؤسساتي ولكي يتحقق هذا المطلب الحضاري الهام فإن علينا أن نؤسس له البنية التحتية التي ينطلق منها في حراكه ولعل أبرز مطالب ذلك التأسيس له هو المبادرة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني التي تعد المنطلق الأساس لذلك البناء كاتحادات العمل والمنظمات غير الحكومية التي تجعل من أفراد المجتمع مصدراً للكثير من القرارات ومحكاً لفعالية أداء المؤسسات الحكومية ومحاربة الفساد وقبل تلك الخطوة المفصلية لحراكنا الثقافي والحضاري فأن على كافة الاجهزة ذات العلاقة كالأجهزة الإعلامية والدعوية ومؤسسات التعليم تحديداً أن تنشر تلك الثقافة من خلال انشطتها المستدامة ومن خلال تفعيلها كسلوك مستدام بمؤسساتها ولعل اجهزة الاعلام الرياضي قامت بدور مميز إبان اقامة انتخابات اتحاد كرة القدم التي نعتبرها انموذجاً رائعا من حيث التنظيم الإداري والتنفيذ لها من قبل الاجهزة الادارية والأعضاء المنتخَبين والمنتخِبين الذين ظهروا بأعلى درجات المهنية في الالتزام بالأنظمة المحددة والسلوكات الفاضلة التي تؤكد تواجد الحجم المرتفع من الوعي الثقافي والحضاري في مجتمعنا وكم اتمنى ان يستفاد من تلك التجربة الرائعة كقاعدة تنطلق منها ثقافة الانتخابات في مجتمعنا حتى نتجاوز حالة الإخفاق التي مرت بها تجربة الانتخابات البلدية التي لم تعط الصورة الجيدة في ادارتها وفي تنفيذها وفي سلوكات المنتخَبين والمنتخِبين . وبما أن مؤسسات التعليم تعد الأساس المتين والشامل لنشر السلوكات والقيم والمبادئ المجتمعية فانني أرى أن الدور المنوط بها يعد في غاية الأهمية لنشر ثقافة الانتخابات كسلوك مجتمعي وكم اتمنى ان يخصص لها مادة علمية تدرس على الطلبة والطالبات وان تمارس تلك الثقافة فعليا داخل المباني المدرسية وادارات التربية والتعليم عند اختيار قادتها وعند اختيار قادة الانشطة الثقافية والاجتماعية والفنية التي تنفذها مدارسها وانا على يقين تام ان مجتمعنا بعد بضع سنين سوف يصبح متقنا لتلك الثقافة وان يمارس تنفيذها بأعلى درجات الاتقان المهني . ثم يبقى دور الأجهزة الدعوية التي يستوجب ان تمارس التوجيه على جوانب السلوكات الشرعية فقط والا يمارس البعض حيالها اساليب القمع والتشويه الذي تعودنا حدوثه باتجاه كل جديد . فمن المخجل جداً ان نعيش وسط هذا الخضم المتلاطم من الثقافات المجتمعية التي يمارسها كل من حولنا وان نبقى في منأى عنها وكأننا نعيش في كوكب آخر وخاصة اذا علمنا ان اغلب تلك الثقافات كثقافة الانتخاب على سبيل المثال حث عليها ديننا الحنيف لكن تجاهلناها والتزم بها غيرنا لذا سنبقى في حالة انتظار ان نراها قريباً جدا سلوكا ممارسا بعد ان وضع البنية الاساسية لها من خلال تفعيل مؤسسات المجتمع المدني التي تعد مطلبا حضاريا والله من وراء القصد