وللتعليم مطالب أخرى د. محمد بن سالم الغامدي * واستكمالاً للحديث عن المشروع التطويري الكبير لنظام التعليم الذي يشرف عليه مباشرة ويتابع مراحل تنفيذه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ويتولى تنفيذه قيادات اختارها بنفسه ممن يرى فيها القدرة على تحويل ذلك الحلم الكبير وتلك الطموحات الواسعة الى واقع ملموس يمارس عبر الميدان التربوي لتحقيق مخرجات ذات جودة عالية تأهيلاً وابداعاً وتوثباً لخدمة هذا الوطن العظيم والرقي به الى مصاف الدول المتقدمة واستكمالاً للرؤى والمقترحات التي طرحناها في المقالة السابقة نطرح الرؤى والمقترحات التالية: * بما ان البيئة المدرسية تعد المعترك الساخن والمحك الحقيقي لمدى فاعلية الانظمة واللوائح والقرارات وكافة المناشط التربوية والمعرفية والمهارية والمعترك الحقيقي لبناء السلوك وتعزيز القيم واكساب المهارات لذلك المخرج الذي تدور حوله العملية التعليمية برمتها الا وهو الطالب بما انها كذلك يا معالي الوزير الأمير فانها الاجدر بالاهتمام والرعاية والدعم الصادق المخلص من جميع الاطراف ذات العلاقة وهذا لا يتم بصورته المأمولة دون تهيئتها التهيئة الكاملة الشاملة فالمباني المدرسية التي تعد المعترك الرئيس لهذا الغرض قد احسن تصميمها ووفرت بها كل الامكانات اللازمة من ادوات وتجهيزات ووسائل علمية ومختبرات عصرية وملاعب فسيحة تتوفر بها كافة الملاعب الرياضية بالاضافة الى الغرف المجهزة بالمكاتب والتجهيزات الحاسوبية للمعلمين والاداريين بالاضافة الى غرف مصادر التعليم وقاعات المحاضرات والورش المهنية التي تحتضن الطلاب المبتكرين والمبدعين وذوي التقديرات الخاصة. وبالاضافة الى ضرورة توفر الاماكن الخاصة بجلوس الطلاب وتناول وجبات طعامهم اثناء فترات الفسح لأن ذلك كله سيكون له عظيم الأثر على اداء المعلم واستيعاب الطالب وتفاعل كافة الاطراف ذات العلاقة. ومطلب آخر يا سمو الأمير الوزير يخص المرحلة الابتدائية بمدارسنا هذه المرحلة التي تعد القاعدة والمنطلق الاساس الذي تبنى عليه العملية التعليمية برمتها فلماذا لا يعاد النظر في كافة المناشط الصفية واللا صفية بهذه المرحلة بحيث تقوم تلك المناشط على بناء القيم والسلوكات كمنطلق اساس تخصص له كافة النشاطات الصفية واللا صفية ومن خلال منهجية علمية تعتمد على الجانب التطبيقي الممارس ضمن آليات وطرائق قد خصصت لهذا الغرض حيث يتعلم فيها طالب هذه المرحلة قيم الصدق والامانة والوفاء والولاء والانتماء وحب الله تعالى وحب انبيائه ورسله ويتعلم فيه ثقافة الحوار ومهارات التفكير ويتعلم فيها كافة السلوكات المجتمعية التي يحتاجها في دنياه وآخرته كالسلوكات الدينية التي يستوجب عليه الالتزام بها في تعامله مع الله تعالى وتعامله مع كافة المحيطين به وسلوكات المحافظة على الممتلكات العامة وممتلكات الغير وسلوكات السير على الطرقات والبيع والشراء وما شابه ذلك من السلوكات والقيم التي يحتاجها بناء المواطن الصالح الذي يعد غاية من غايات السياسة التعليمية ومن خلال كل تلك القيم والسلوكات تنطلق بعض المعارف والمهارات الاساسية التي يحتاجها طالب هذه المرحلة ولضمان نجاح كل ذلك لا بد وان يخصص لتربية النشء بهذه المرحلة اكفأ المعلمين واكثرهم تأهيلاً للقيام بهذا الدور العظيم وفي مقابل ذلك يكون لهم الكثير من عوامل التحفيز المادية والمعنوية التي تدفعهم للقيام بدورهم على اكمل وجه. * ومطلب آخر يا سمو الأمير الوزير وهو ان يحظى جانب التدريب بالاهتمام الاكبر لكافة منسوبي التعليم من المعلمين والاداريين فكل شيء يتطور من حولنا ومنسوبو التعليم يحتاجون الى مسايرة من حولهم وخاصة المعلمين لذا يستوجب ان يحظى التدريب بالقدر الكبير من الاهتمام وان ينتقل في اداء مهامه من مراكزه المحدودة المكان الى مراكز الاشراف والى المجمعات المدرسية نفسها فالتدريب الحديث اصبح مهيأ للانتقال من مكان الى آخر نظراً لاعتماده على التجهيزات التقنية ويبقى تجهيز الحقائب التدريبية من ابرز المهام الموكلة الى مراكز التدريب بادارات التربية والتعليم او الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم. * ومطلب آخر يخص اساليب وطرائق التدريس المتبعة داخل اسوار المدارس فهي تحتاج الى ان تهتم بالجانب التطبيقي الممارس داخل الفصول او قاعات الانشطة المجهزة لهذا الغرض حيث اصبح من الضروري التخلص من طرائق الحفظ والتلقين والالقاء الجامدة وغير المجدية للتفاعل مع عقل وفكر الطالب وعلينا الاعتماد على الطرائق القائمة على التفكير والابداع والابتكار وتحويل مدارسنا الى معترك لممارسة مثل تلك النشاطات التي تدفع بالطالب الى التفاعل المثمر ليكون عنصراً صالحاً للقيام بدوره في تحقيق متطلبات سوق العمل وخدمة وطنه الخدمة المرجوه وتحقيق النجاحات المتتالية في حياته الخاصة والعامة وهذا التحول الكبير بلا شك يحتاج الى الكثير من القرارات الهامة والمؤثرة التي تطول الكثير من عناصر العملية التعليمية ويأتي في مقدمة ذلك القيادات التي تعمل على تنفيذها على الوجه الاكمل والله تعالى من وراء القصد. ___________________ * كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية0