أكتب اليوم بضمير مستريح وبعد وقبل أن يتحدث الرئيس لأقول لكم: لا الحكومة ولا المعارضة بات يهمها أمر الثورة! والثورة عندي الآن تتلخص في عنصرين أساسيين أولهما حق الشهداء.. وقد سقط.. والثاني حق الشعب.. وقد سقط! السلطة وبعد إقرار الدستور ظنت أن المسألة انتهت إلى يوم النشور، والمعارضة الوطنية الثائرة غاضبة.. ليس على الدستور ولا على إهانة الشهداء ولا إهانة الشعب.. وإنما إهانة القضاء!! على أن القضاء الذي تبكي عليه المعارضة الوطنية الثائرة قبل أن يهان وبعد أن أهين ساهم ويساهم في ضياع الحقين.. حق الشهداء الذي يعرف الشعب كله من قتلهم إلا القضاء المصري والنيابة المصرية والشرطة المصرية.. وحق الشعب في استعادة أمواله المنهوبة التي سرقت وخُزنت وهُربت تحت عين وبصر القضاء المصري والنيابة المصرية والشرطة المصرية! ولأن المسألة قد انتهت عند هذا الحد فقد كنت وما زلت أتصور أن تجلس المعارضة الوطنية الثائرة في الصف الأول أثناء إلقاء الرئيس لبيانه في الشورى الذي بات يضم رموز الفلول الوطنية الثائرة!. وما المانع؟! الانتخابات البرلمانية في الطريق والمعارضة الوطنية الثائرة أعلنت التعبئة، وأحزاب التيار الإسلامي أعلنت تعبئة مماثلة.. والمسيرة الديمقراطية تمضي على قدم وساق والتنازل عن الثورة بين الطرفين يمضي باتساق الاتساق! "فعلام خلافكمو علام"؟! هكذا في ظل امتلاء ساحة الحكومة وساحة المعارضة بالثقوب.. جاءت استقالة الوزير محمد محسوب في وقتها المناسب لتكشف المزيد من الفضائح والعيوب، وتضعها أمام رئيس وطني حر مابرح يتحدث عن خشيته أمام الله والشعب من التورط في الذنوب! والمدهش أن استقالة محسوب لم تحظ بما حظيت به إقالة النائب العام واستقالة النائب العام، بل ما حظي به إبعاد السيدة تهاني الجبالي أتعرفون لماذا؟ لأن محسوب الثورة النبيل برر استقالته بعدم الجدية في إعادة أموال الوطن العليل! ولأن رحيل الجبالي مؤشر خطير لكل الغربان والسحالي! لقد جاءت استقالة محسوب، لتجبرنا إن كنّا أوفياء للثورة بالفعل حكومة ومعارضة أن نحسبها من جديد..من هو محسوب على الثورة ومن هو محسوب ضدها؟ ما هي المؤسسات المحسوبة على الثورة وفي مقدمتها الحكومة، وما هي تلك المحسوبة ضدها وفي مقدمتها الحكومة أيضًا؟! ما هي المعارضة المحسوبة على الثورة، وما هي المعارضة المحسوبة ضدها؟ ما هي الصحف المحسوبة على الثورة، وما هي الصحف المحسوبة ضدها؟ وما هي القنوات المحسوبة على الثورة وما هي القنوات المحسوبة ضدها؟ نعم لقد جاءت استقالة محسوب المسببة "بفساد السياسات وعدم تعبيرها عن طموحات شعبنا بعد ثورة هائلة طاهرة رفع لأجل نجاحها الغالي والنفيس" لتجعلنا نحسبها من جديد من هم الوزراء والنواب المحسوبون على الثورة ومن هم المحسوبون ضدها..؟ من هم العلماء والمشايخ المحسوبون على الثورة ومن هم المحسوبون ضدها؟ لقد استقال محسوب الذي لم يخف ولا يخاف من أولئك المترصدين له على الضفاف.. فلا عبارات المديح له اثناء دفاعه عن الدستور أوقفته، ولا عبارات التجريح أقعدته.. ساطع دومًا في ضمير الثورة والحياة، مدافع عنها بالقلم تارة وبالشفاه.. لقد سجل محسوب ونبه وكتب.. لكنه لم يجد صدى لكتاباته وتحذيراته سوى الجدب! قرأت بالأمس تصريحًا للمناضل المعارض الوطني الثائر عمرو موسى يطالب فيها الرئيس فورًا بالكشف عن وضع مصر الاقتصادي!! هل هي الرغبة في الاطمئنان؟! أم هو استمرار للسيرك والمهرجان؟ الإجابة عندي أن الوضع "زفت" معالي الأمين العام بفضل جهود سيادتك وسيادة النائب العام وحضرات السادة أعضاء الحكومة والمعارضة الهمام! وقرأت تحقيقًا صحفيًا رخيصًا يستعجل فيه محرر الندامة هذه الأيام رحيل الفنانين والفنانات من مصر وكأنها قد احتلت من الهكسوس أو المغول.. فعادل امام وليلى علوي يقولان سنموت ونحيا على أرض مصر ولن نتركها مهما حصل! ويسرا "على جثتها" وشيرين وعمرو "مش عارف مين وغادة وآخرين أمنوا لأنفسهم بيوتًا في دبي وبيروت! هل هناك امتهان للوطن الجميل أكثر من ذلك؟! منكم لله! [email protected]