بعيداً عن إشاعة أن تكاليفه وصلت 41 مليونا كما أشيع في مواقع التواصل الإجتماعي، أو 360 ألفاً كما أعلنت الوزارة لكن بدون شك، تحتاج الى درجة علمية في الفلسفة من السوربون الفرنسية لتفهم مغزى شعار وزارة التربية والتعليم الجديد، أو أن تكون محترفا مثل أبو السريالية الفنان التشكيلي العالمي سلفادور دالي لتفهم الرمزية فيه. يصف المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم الشعار الجديد بأنه الهوية الجديدة بعد أن أكملت الوزارة المرحلة الرئيسة من توجهاتها والتي شملت المشاريع الاستراتيجية وفي مقدمتها الخطة الوطنية لتطوير التعليم ومشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، وتوحيد الإجراءات بين قطاعي البنين والبنات وتعزيز اللامركزية وتمكين إدارات التربية والتعليم والمدارس من أداء أدوارها في إطار الصلاحيات الممنوحة، واكتمال تطوير المناهج وتعميمها، وتنفيذ مبادرة شاملة لتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية، وإنهاء تصاميم المدارس الحديثة والمطورة والتي تستهدف تحسين البيئة المدرسية. ياساتر، كل هذه الإنجازات يمكن إستخلاصها من ثلاث شعيرات؟ لم يكتف المتحدث بذلك بل أضاف عن الألوان بشكل خاص، عبقرية أخرى، حيث يؤكد أنها ترمز إلى المراحل التي يمر بها الطالب، من مرحلة رياض الأطفال باعتبارها مرحلة أساسية من مراحل التعليم وحتى المرحلة الثانوية، مشيراً إلى أنه يتشارك في تكوين الشعار ثلاثة عناصر استراتيجية هي التعلّم والذي يمثله الكتاب تحقيقاً لدلالات الآية الكريمة (إقرأ)، الإتقان والذي تمثله النخلة التي هي رمز الأصالة في التراث العربي، وهي رمز للنمو والتطور وجزء من مكونات الشعار الوطني للمملكة العربية السعودية، وأخيرا الإبداع وهو ما يمثله شكل الطائر المحلق إلى أبعد من مراحل التعليم العام الأساسية نحو المستقبل. لو سألتني رأيي في الشعار الجديد للوزارة، فأقول لك أنه سياحي بحت، يصلح لمهرجان (جدة غير) حيث أنه أزرق بكل أطياف الكورنيش، وهو يتطاير مثل نوافير تسليكات الماء المخروقة، ويعبر عن الفرحة والسعادة ببهجة طراطيع العيد، وفيه تمثيل لأجنحة الغربان، وياليت كل إنجازاتنا نستطيع أن نترجمها بشعارات رمزية، لكنّا اليوم لا نحتاج قيادات إدارية بل يكفينا فريق من الفنانين السرياليين.