أثنى المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بدعوة خامد الحرمين للحوار، معتبرا تلك الدعوة بمثابة الرؤية العالمية في السلام العالمي، وقال العوا بأنه يؤمن بالحوار بين أهل الأديان لا بين الأديان، لأن الأديان في نظر المؤمنين بها مسلمات لا تقبل الجدل، أما أهل الأديان فهم يعيشون على هذه الأرض معا، يتقاسمون فيها الخير والشر ويتبادلون النفع و الضرر، فلا بد من الحوار بينهم على أساس "حوار الحياة"، لا "حوار اللاهوت" لتحقيق التعايش المشترك. وأرى أنه لابد من تطبيق تلك الفكرة وعلى نطاق واسع بين العرب و الغرب فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التفاهم وأي بديل آخر سيكون الحروب والمظالم. وعن حرية اعتناق الأديان قال إن القرآن الكريم لم يحدد للردة عقوبة دنيوية، وإنما توعدت الآيات التي فيها ذكر الردة بعقوبة أُخروية للمرتد، وهناك أحاديث نبوية تشير إلى أن المرتد يُقتل لردته، وذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بدل دينه فاقتلوه"، لكننا وجدنا في السنن الصحيحة ما يجعلنا نذهب إلى أن الأمر الوارد في الحديث بقتل المرتد ليس على ظاهره، ومن ثم تكون عقوبة المرتد عقوبة تعزيرية مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، فتقرر فيها ما تراه ملائما من العقوبات. وأضاف ان المسيحية والإسلام هما المصدر المطلق لحقوق الإنسان في العالم فالإدراك البسيط لهذه المبادئ لا يلغي المعتقدات والقيم الدينية، على العكس فإن حقوق الإنسان تقوي إيماننا وتوفر المساواة في المجتمعات الممزقة، بالإضافة إلى ترسيخ الشعور بالكرامة الإنسانية، مما يستوجب ترسيخ الدول العربية العلاقة بين الأديان السماوية وحقوق الإنسان. مثل المبادرة المحمودة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق السلام والاستقرار والتي شاركت فيها العديد من الدول بهدف نشر ثقافة السلام والحوار بين المسلمين وبين الآخر المختلف ثقافيا وفكريا ودينيا. واضاف أن مبدأ"الإخوة الإنسانية" هو الأساس، ويمكن الاستدلال عليه بما ورد في سورة النساء، قال تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا". والإسلام لا يعادي أهل الأديان الأخرى معاداة مادية بسبب دينهم وبالرغم من تنوع الأديان والحضارات والثقافات.