قمة دول مجلس التعاون الثالثة والثلاثون والتي عقدت في دولة البحرين الشقيقة، والتي جاء بيانها الختامي مشجعًا وعلى مستوى طموحات أبناء الخليج، الذين كانوا ينشدون تحقيق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية إلى تحويل التعاون إلى اتحاد، هذه القمة أعادتني كثيرًا إلى الوراء، إلى يوم الاحتفال بافتتاح جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين، وبتلك القصيدة الرائعة التي نظمها شاعرنا الكبير المرحوم -بإذن الله- غازي القصيبي، والتي يقول في مطلعها (ضرب من العشق لا درب من الحجر# هذا الذي طار بالواحات للجزر). كان الدكتور غازي -يرحمه الله- يستخدم مطلع هذه القصيدة لزمة لخفة ظله، فقد حدث أثناء إحدى المناسبات أن رجع الدكتور غازي إلى الخلف، واصطدم أثناء رجوعه بالدكتور طارق المؤيد وزير الإعلام البحريني يومذاك، فضحكا الاثنان معا، فاعتذر القصيبي قائلا: «ضرب» فأكمل المؤيد «من العشق». اليوم وأنا أتابع مجريات ونتائج هذه القمة، وألمس إصرار قادتنا على المضي قدما إلى بناء اتحادهم القوي والمنيع بإذن الله، أسترجع بعضا من أبيات تلك القصيدة، وفراسة شاعرنا الكبير، وكأنه كان يقرأ ما يدور في ذهن خادم الحرمين وتطلعاته حفظه الله لإنشاء هذا الاتحاد؛ ليقف سدا منيعا أمام الأطماع، وندا قويا أمام القوى التي تتربص به، إذ يقول شاعرنا -يرحمه الله-: (بدو وبحارة مالفرق بينهما # والبر والبحر ينسابان من مضر # خليج إن حبال الله تربطنا # فهل يقربنا خيط من الحجر؟). أو كما جاء قي رد الشاعر السوداني حاج أحمد الطيب على قصيدة الدكتور غازي الذي قال: (إنها أمة في الهم واحدة # رغم التعدد في الأشكال والأطر). كل الآمال معلقة على القمة المقبلة التي تحتضنها الرياض، والتي يتم الإعلان فيها عن مولد هذا الاتحاد إن شاء الله، وعندها سنصدح معا بتلك الأبيات التي تقول: (أنا الخليجي وافتخر إني خليجي # مصيرنا واحد وشعبنا واحد). حفظ الله خليجنا وأدام عليه نعمة الاستقرار الذي يعيشه، ووفق قادتنا إلى طريق الاتحاد الذي نصبو إليه جميعًا. [email protected]