نقلت قناة العربية، أن نحو 200 محتسب أمهلوا وزير العمل، شهرًا لإلغاء قرار عمل المرأة في محال اللوازم النسائية في المملكة، وذلك خلال لقاء عاصف بين الجانبين، والمحتسبون هم متطوعون أخذوا على عاتقهم نشر ما يعتقدون أنها فضائل في المجتمع. هناك ثلاثة أسئلة؟ الأول نحن لا نعرف من هؤلاء المحتسبون، ومن يمثلون، لأن هناك هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لديها صلاحيات تمثيل المحتسبين، ولها دور في نشر الفضيلة ومكافحة الرذيلة، خصوصاً أن هذا اللقاء يأتي بعد انتقاد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن بعض العاملات السعوديات يتعرضن للتحرش، مما يعني أن ممارسة الفعل الخطأ قد بلغ الجهة المسؤولة عن إصلاحه. السؤال الثاني، أين الطرف الأهم في هذه القضية ولماذا لم يحضر اللقاء، وهم الفتيات العاملات، وأولياء أمورهن الذين من المفترض أن تكون لهم كلمة في هذا الحوار، أو حتى كلمة الفصل، لأنهم يعلمون ما قدمه العمل لهم من حسنات ويعلمون السلبيات ويستطيعون شرح الفرق. والسؤال الثالث تعليقاً على ما نقل في الخبر أن أحد المحتسبين توعد الوزير قائلا: أوقف عمل المرأة وإلا سندعو عليك كما فعلنا مع وزير العمل السابق وهو أمر أيده بقية المحتسبين، في حين تصر الوزارة المضي قدما بقرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية، وخلال اللقاء، قاطع المحتسبون الوزير ومنعوه من شرح آليات الوزارة وشروطها في عمل المرأة، متهمين الوزير بمخالفة هيئة كبار العلماء، واعتبروا السماح بعمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية خطأ. هل الدعاء ضد بعضنا البعض هو أداة الإصلاح في مجتمع متحضر يقدر كل شخص فيه الآخر، وكان دأب الصالحين هو التواضع في الدفاع عن وجهة نظرهم التي قد تحتمل الصواب. والدعاء بالويل والثبور لمن يخالفنا الرأي، ضعف لايخلو من الإثم، فلو كانت وجهة نظر المحتسبين في حوارهم مع وزارة العمل خطأ! هل يضمون إلى خطئهم خطأ آخر بالدعاء على غيرهم من المصلحين فيكون وزرهم مضاعفاً؟ وياليت دعواهم بدلا من الخصومة والعداء كانت بإظهار الحق وبيان الخير أن يظهره الله على أيديهم، آمين. [email protected] تويتر: @mbalilah