في حقبة التسعينيات الهجرية كان طموح الأطفال وأمنياتهم من خلال البرامج الإعلامية وبخاصة الإذاعية والتلفزيونية.. وكانت حتى على مستوى المدارس ولم تكن أدوات الترفيه للطفل موجودة بالشكل الذي هو الآن سوى المسابقات أو ملاهي الأطفال التجارية المحددة.. ربما كان طفل الأمس يعدم توفر أدوات التسلية والترويح عن النفس غير مهيأة في الأصل ولم يكن أمامه غير تحفيزه باهتمامه بدروسه ووعده بأن تُقدم له هدية عند نجاحه من صف دراسي إلى صف آخر، وأن نذكره بأمنياته التي يريد تحقيقها وبأن يكون طبيبًا أو مهندسًا أو طيارًا أو معلمًا وغيرها من المهن. نتذكر سويًا أيضًا في فترة التسعينيات الهجرية الفنان سراج عمر عندما كان يقدم الأناشيد الوصفية والوطنية عبر الإذاعة السعودية ومنها أنشودة «أنا بدي أكون طيار» وهي خاصة بالأطفال وأمنياتهم وكم كان الكثير من الأطفال في ذلك الوقت تشدهم هذه الأغنية، وأيضًا أغنية تحث على العزيمة والإصرار «كف الشراع فوق السفينة» بالإضافة إلى النشيد الشهير.. «بلادي بلادي منار الهدى» من كلمات سعيد فياض وكيف كان شباب تلك المرحلة يطربون لهذا النشيد، ثم توالت مسارح الأطفال بعد ذلك بعد أن كانت تعتمد على السماع وجاءت مرحلة التطوير وقدمت الكثير من المحطات التلفزيونية برامج خاصة بالطفل على شكل مسرحيات أو مسابقات تبث أسبوعيًا، لكن الذي لم يُفعل حتى اليوم هو مسرح الطفل بشكل مباشر ويكون أسبوعيًا أو شهريًا يقدم اهتمامات الطفل ومداركه وثقافته رغم أن الأمس كانت إمكانياته محدودة إلا أن الطفل كان يحظى بالاهتمام من ناحية البرامج والاهتمامات ولكن ربما تكون هناك عودة لمثل هذا النشاط وأن تحسّس الطفل بوجوده وتقديم الترفيه له مثل الكبار وهناك القادرون وهم كثير، ومنهم الأستاذة سميرة مداح مسؤولة لجنة الطفل بجمعية الثقافة والفنون بجدة.. وهي كاتبة متخصّصة في شؤون الطفل وخريجة متخصّصة في رياض الأطفال منذ سنوات عدة ولديها قدرات هائلة في تأليف مسرحيات للطفل بطرق علمية ثم أنها ابتكرت تقديم مسرحيات الطفل كتابةً وإخراجًا وأيضًا لديها مؤلفات عن أدب الطفل وقصصه، والسيدة سميرة قادرة على إيجاد مرحلة جديدة في الاهتمامات بالطفل بمساعدة القائمين على هذه النشاطات وخاصة أنها من أعضاء جمعية جدة. نتمنى أن تقدم الجديد ولا تنتظر كثيرًا وتقول غدًا، فغدًا ربما يمتد طويلًا، والأستاذة سميرة كانت تقوم بنشاط في ظل محدودية الإمكانيات، وأما اليوم فالحافز أكبر في ظل تطور الأدوات وتوفيرها، وهي حاصلة على جوائز في أعمال الأطفال ولا بد أن تقدم شيئًا يُسجل لها في تاريخ هذه المرحلة.