انتظم آلاف المصريين صباح أمس في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع للاستفتاء على الدستور الجديد خلال الجولة الثانية والأخيرة في 17 محافظة بزيادة 7 محافظات عن الجولة الأولى التي جرت السبت الماضي. وقام بتأمين اللجان الانتخابية نحو 250 ألفًا من الجيش والشرطة و6 آلاف مركبة تابعة للقوات المسلحة. وسجلت مراكز الاقتراع بالجولة الثانية مشاركة كثيفة من الناخبين في معظم المحافظات في الفترة الصباحية باستثناء محافظة المنوفية إحدى معاقل أنصار الحزب الوطني، حيث شهدت الفترة الصباحية مشاركة متوسطة في معظم اللجان الانتخابية بالمحافظة، فيما شهدت المحافظات الريفية تواجدًا كبيرًا للتيارات الإسلامية التي تقوم بحشد مكثف في الجولة الثانية بهدف إسقاط دعاوى القوى المدنية التي تطالب برفض الدستور، وتسعى التيارات الإسلامية إلى تجاوز حاجز ال 60 % بالموافقة على الدستور. وشهدت محافظتا الجيزة والقليوبية، حشدًا كبيرًا من جانب الإسلاميين للنساء وتوفير وسائل نقل لهن، كما شهدت محافظتا قنا والأقصر ب»صعيد مصر» حشدًا كبيرًا من القبائل ونزول النساء بصورة ملفتة في المحافظتين، وسط انقسام حاد بين تأييد ورفض الدستور. وتركزت أغلب التجاوزات والشكاوى في تأخر فتح اللجان بسبب تأخر بعض القضاة، وعمليات التوجيه خارج اللجان من جانب المؤيدين والمعارضين للدستور، وغياب الحبر وبطاقات غير مختومة، ودفعت جماعة الإخوان المسلمين في مختلف المناطق بعربات «سرفيس» و»تكاتك» مكتوب عليها التوصيل مجاني لنقل الناخبين والناخبات من أماكنهم إلى مقر اللجان الانتخابية. وبدت الطوابير في الامتداد لعشرات الأمتار مع بداية عملية الاقتراع داخل المدارس، وسط وجود قوي من قبل النساء وكبار السن الراغبين في إقرار أول دستور لهم بعد الثورة، فيما تواجدت قوات الأمن بشكل مكثف أمام اللجان تساندها قوات تابعة للجيش. من جانبه، طالب مفتي مصر علي جمعة بعد إدلائه بصوته القوى السياسية والحزبية قبول نتائج الاستفتاء بصدر رحب، والاستعلاء على أسباب الخلاف والتفرق إلى أبعد مدى ممكن، وتجنيب الوطن الدخول في الصراع والشقاق، وإعلاء مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسية. وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع أثناء الإدلاء بصوته في الاستفتاء على الدستور خلال المرحلة الثانية: «إنني مواطن عادي ومن يدعي أنني أحكم مصر فهو كاذب. وطالب المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي من اللجنة العليا للاستفتاء بنشر أسماء القضاة والمستشارين المشرفين على المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور المقترح، خوفًا من تكرار ما حدث السبت الماضي. وعلَّق الدكتور علاء الأسواني الكاتب والروائي العالمي على الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن منع الأقباط في محافظات الصعيد من الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور أمس، موضحًا عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' إلى أن من يمنع الأقباط من التصويت كما يحدث الآن لا يحق له بعد ذلك أن يتحدث عن الدين. وتواترت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' و''تويتر''، عن قيام الجماعات الإسلامية الآن بمنع الأقباط من التصويت في لجان الصعيد. وأشارت غرفة عمليات حزب النور بقنا إلى خروج طائرة حربية من القاهرة تحمل على متنها 25 قاضيًا، لسد العجز الذي تشهده اللجان التصويتية بعدد من اللجان، بعدما أعلنت غرفة عمليات نادي القضاة أن نحو 53 قاضيًا وعضو نيابة عامة اعتذروا عن الإشراف على المرحلة الثانية للاستفتاء على الدستور، كما رصدت غرفة عمليات مراقبة حركة شباب 6 إبريل توزيع عدد من المنتمين للتيار الإسلامي أموالا على الناخبين، لدفع المواطنين للتصويت بنعم.