أبدأ حديثي بسؤال، وقد لا أجد الإجابة الشافية عليه.. أيعقل ما يحدث في الاتحاد؟، لا بل هل يعقل ما يحدث للاتحاد؟، وبين هذه وتلك فارق كبير من المغازي المبطّنة، وبالتأكيد ليس من رأيته تحت أمطار الشرائع أمام القادسية هو الاتحاد، وعلى الإطلاق لا يمت للاتحاد الذي تعرفه الجماهير عمومًا بصلة، واعتقد أن الأمر ربما يكون متقصدًا أن يخسر الفريق بتلك الطريقة (الهزلية) ولا أدري إلى متى السكوت على هذا الحال.. وللحقيقة منذ أن رأيت قرعة كأس ولي العهد تعمدت أن أتابع القادسية، فرأيتُه فريقًا ذا مستوى متواضع، ولست هنا للتقليل من قدراته، أو النيل منه، ولكني كنت أثق أن الاتحاد سيمر إلى دور ال8 لا محالة وبكل سلاسة، غير أن ظني خاب، وكذا حصل الانكسار في ظن الكثير من المتابعين، وبالتأكيد حصلت المفاجأة، وحقيقة المفاجأة أن لاعبي الاتحاد باتوا لا يكترثُون لما يحدث، ولن أجاري من يرى أن ملعب الشرائع لا يطابق الفأل الحسن للاتحاد، لأن العارفين ببواطن الأمور في الاتحاد يعُون أن فريقهم مقبل على كوارث أكبر، وفي المقام الأول أُحمل (كانيدا) الجزء الأكبر ممّا يحدث، ولكني لا أُخلي مسؤولية اللاعبين، لأنهم يتراخُون، لسبب أو لآخر، وما أقدم عليه المنتشري لا يصدر عن لاعب مبتدئ، أما العملاق مبروك فقد بات للاتحاديين عمومًا علامة استفهام كبيرة ستظل جرسًا معلقًا يدق مع كل حركة، وربما المشكلة أكبر من أخطاء اللاعبين، بل أشد إقحامًا لما يدور في الكواليس، وظني أن أياديَ خفية تعبث بالاتحاد، أو هكذا أعتقد، ولكن إلى متى سيبقى الوضع على هذا السوء.. نعم الخسارة واردة في كل وقت، ولكن أن تكون باهتًا فالأمر يحتاج إلى تمحيص، وبالمعنى الصحيح لترحل إدارة فايز، وكانيدا من قبله، وكل من لا يُريد أن يستمر الاتحاد كبيرًا.. ولا أن يبقى الكيان، وأعتقد أنني حذرت كثيرًا من أخطاء هذا الإسباني، وقلت أنه بات العلامة الفارقة في هزائم الاتحاد.. أيعقل أن يترك قائد الفريق إلى جواره وهو الأكثر معرفة بثقل هذا اللاعب، وخصوصًا عندما يكون الفريق سيئًا إلى هذه الدرجة، ولكن ما يحدث يؤكد أنه ربما ينفذ (مخططًا) بعينه، وأعاود الكرّة في سؤال كل متونه تقول: "أيعقل أن يظهر العميد بهذا الشكل"..؟! يا اتحاديون.. فريقكم بات خالي البال من بطولة دوري زين، ولا يُفكر في الآسيوية، ولا يشغله شاغل، ولكن يبدو لي أنه لا يُفكر في أي شئ على الاطلاق، ولاعبوه كانوا أشباحًا في الشرائع، ليس لهم همٌ سوى أداء المباراة (كيفما اتفق) ومنطقهم الصريح (من لا يُعجبه فليشرب من ماء البحر)، والخافي المُتوقع أن جماهير العميد لن تذهب خلفه، حتى تتحسن الأحوال، ولكن الخشية الأكبر أن يتواصل العناد وتكبر مساحة الشق، ويصبح الرتق أكثر صعوبة.