لا أرى أن هناك مديراً فنياً شاباً في إنجلترا يمكن مقارنته بالمدير الفني لنادي إيفرتن، الأسكتلندي ديفيد مويس. ولعلي لا أبالغ لو قلت بأن ديفيد مويس بالإضافة إلى المخضرم القدير هاري ريدناب، هما أهم مديرين فنيين في الكرة الإنجليزية بعد الأسطورة الأسكتلندي السير أليكس فيرجسن، المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد. ديفيد مويس الذي تعود على أن يسجل حضورا متميزا في مواسم إنجلترا الكروية الأخيرة حيث لم يسبق للنادي النزول عن المراكز السبعة الأولى منذ سنوات عديدة، هو أحد أقل الأندية إنفاقا في إنجلترا. ويكفي أن صفقة رأس الحربة الكرواتي يالافيتش التي تعد واحدة من أغلى الصفقات التي عقدها إيفرتن، لم تكلف خزينة النادي سوى أربعة ملايين جنيه إسترليني! ديفيد مويس هو أحد أهم المدراء الفنيين القادرين على اكتشاف المواهب الواعدة، ثم تحويلها إلى نجوم قادرة على إحداث الفارق المطلوب. ديفيد مويس اكتشف عددا من اللاعبين البارزين وعمل على تطويرهم وصقل مواهبهم، مما مكن إيفرتن من سرعة تعويض النجوم المغادرين. لقد قدم مويس عدداً من الأجيال التي تكونت من لاعبين مجهولين سرعان ما تحولوا إلى نجوم سارعت أندية إنجلترا وأوروبا في استقطابهم، مثل آرتيتا وكيهل وبينار وريدويل وأوزمان وجاكي يلكا وبينز وياكوبو، وطبعا وين روني الذي يعد اللاعب الأول في إنجلترا منذ سنوات. أما النجم الأول للفريق حاليا البلجيكي مروان فيلايني، فيبدو أنه في طريقه لمغادرة الفريق بعد أن أعلنت عدد من أندية إنجلترا الكبرى، اهتمامها بضم اللاعب الذي أصبح واحدا من أبرز نجوم الدوري الإنجليزي بعد أن كان مجهولا تماما في بداية انتقاله إليه. قدرة إيفرتن أيضا على مقارعة جميع الكبار وعدم تعرضه حتى الآن لأية هزيمة على يد أحدهم خلال هذا الموسم، تعود في الجزء الأكبر لقوة شخصية المدير الفني مويس التي انعكست على عطاءات اللاعبين وعلى شخصية الفريق داخل الملعب. ولو كان مويس يمتلك صفاً ثانياً يمكن الاعتماد عليه، لمضى إيفرتن أشواطا أبعد من تلك التي وصل إليها بكثير، رغم كل العروض الرائعة والنتائج الممتازة التي استطاع أن يحققها خلال الموسم الحالي. أرشح ديفيد مويس بدون تردد، لخلافة مواطنه فيرجسن في تدريب مانشستر يونايتد بعد انتهاء عقد الأخير. [email protected]