تتميّز الكرة الإنجليزية بوجود العديد من المديرين الفنيين القادرين على بناء فرق من العدم . وعندما أقول من العدم فإنني أقصد عدم الاعتماد على التعاقد مع الأسماء الكبيرة أو اللاعبين الجاهزين . يحدث هذا لأن تقاليد الكرة الإنجليزية ما زالت تمنح المدير الفني كامل الحرية في إدارة الشؤون الفنية للفريق . من بين المديرين الفنيين الموجودين ضمن مسابقة الدوري الممتاز ، أكنّ احتراما خاصًا للأسكتلندي ديفيد مويس المدير الفني لفريق إيفرتون العريق . هذا الرجل بدأ موسم هذا العام وهو واقع تحت تأثير كارثة كبيرة إذ بلغ عدد الإصابات لديه ما يزيد على منتصف عدد لاعبي الفريق الأساسي . وقد كان من بين هؤلاء لسوء الحظ لاعبون استراتيجيون مثل الإسباني آرتيتا الذي يقوم بدور المحور صانع اللعب ، بالإضافة إلى فيل نيفيل الذي يؤدي دور المحور الثابت . وهكذا بدأ إيفرتون الموسم بداية مهزوزة جعلته يقبع في المواقع المتأخرة من الترتيب العام حتى استطاع مويس أن يعيد اكتشاف كل من البلجيكي من أصل مغربي مروان فيلايني والجنوب أفريقي بينار ، في مركزي المحور الثابت والمحور صانع اللعب . وقد بلغ نجاح ثنائي هذا العام في مركزهما الجديد حدّ إعادة نيفيل بعد تعافيه من الإصابة إلى مركزه الأساس كظهير أيمن . لقد اكتشف مويس في السنوات الخمس الأخيرة عددا من اللاعبين الذين أصبحوا نجوما ، ومن ضمن هؤلاء الأسترالي تيم كيهل الذي أصبح واحدا من أشهر لاعبي خط الوسط ذوي النزعة الهجومية ، بالإضافة إلى المدافع لي سكوت الذي باعه النادي في نهاية الموسم الماضي لمانشستر سيتي . كما قدم مويس للكرة الإنجليزية اكتشافا مبهرا باستقدام الإسباني مايكل آرتيتا . ولا داعي هنا للتذكير بأن ديفيد مويس يعد أول من اكتشف اللاعب الأهم حسب وجهة نظري في إنجلترا الآن ، وين روني ، ومنحه الثقة كاملة ليرتدي ألوان الفريق وهو ما يزال في السابعة عشرة فقط . وتبقى شخصية إيفرتون القوية أمرا واضحا جدا عندما يخوض الفريق مبارياته ضد الفرق الكبيرة حيث نجح الفريق في التعادل مع تشلسي وآرسنال على ملعب كل منهما ، وفاز في الأسبوع الأخير لعبا ونتيجة على مانشستر سيتي بهدفين نظيفين . لو كان لدى إيفرتون بعض المال الذي تمتلكه أندية أخرى لرأيتم الفريق يزاحم كل عام على مقعد ضمن الأربعة الكبار .