ابتكر عدد من سماسرة الاسمنت في جدة امس طرقًا جديدة للحصول على كميات الأسمنت قبل وصول الشاحنات إلى مواقع البيع التي حددتها وزارة التجارة والصناعة سابقا، واجتمع عدد من العمالة الوافدة «الأفريقية» وقاموا بتكوين مجموعات مختلفه تنتشر على الطرقات المؤدية لساحات البيع, بهدف الاتفاق مع اصحاب الشاحنات لشراء الحمولات كاملة, بأسعار معقولة, ولكن سرعان ما يذهبون بها لساحات البيع بوسطة «الدينات» الصغيرة ويقومون ببيعها بأسعار تتراواح مابين 17 ريالا و18 ريالا للكيس الواحد. وبحسب جولة «المدينة» يوم امس تم رصد ومشاهدة اكثر من مخالفة يقوم بها السماسرة, إذ عمد البعض منهم التوافد داخل محيط الساحة المخصصة لبيع الاسمنت ومن ثم يتصيد الباحثين عن المنتج من المواطنين ويبرم معهم اتفاقية ومن ثم يقوم بأخذ عنوانه, ويقوم بتوصيل الكميات بأسعار تتراوح بين 16ريالا و18ريالا, بالاضافة لمبلغ 100 ريال يأخذها صاحب السيارة التي قام بتوصيل الأسمنت حيث يكون المبلغ مضاعفا في حالة التنزيل والتحميل للأدوار العلوية من المبنى. ملاحقة السماسرة من جانبه اوضح الرئيس التنفيذي لاحدى شركات توزيع الأسمنت بالمنطقة الغربية, ان هناك اتفاقيات مبرمة مع عدة شركات وتحالف جار العمل به للقضاء على مشكلة العجز والشح الذي تشهده السوق, مشيرًا إلى أن الكميات لديهم جيدة, وان الأزمة حدثت بسبب مشكلة في احد خطوط الانتاج لشركة اسمنت كبيرة في المنطقة, وهي التي كانت وراء الشح الذي كان في اليومين الماضيين والذي استغله بعض ضعاف النفوس في ايجاد ازمة دائمة. واشار عبدالخالق مصطفى «صاحب شاحنة لتوزيع أسمنت» انه بالفعل كان هناك تأخر في التحميل من قبل بعض المصانع بالمنطقة الغربية مما ادى تكدس الشاحانات ولكن الان الوضع بدأ يتحسن تدريجيًا, ولكن ليس كما كان في السابق, حيث ان السوق تحتاج كميات كبيرة من الأسمنت. واوضح المواطن سمير الحميدان ان السماسرة هم من يسعون لتجفيف السوق ويتسببون في ازمة لسوق الأسمنت حيث يقومون بتصيد الشاحنات قبل دخولها لساحات البيع ومن ثم يقومون بشراء الحمولة كاملة مقسمة على عدد من» القلابات» الصغيرة ومن ثم يتم التعاقد مع الزبائن لتصريفها بأسعار مرتفعه جدًا. واشار مصدر مسؤول بوزارة التجارة ل»المدينة» الى انه بالفعل هناك سوق سوداء حيث اوضح انه تم مصادرة حمولات عدد من السماسرة الذين تم محاصرتهم، وهم متلبسين «اي يقومون بالبيع بأسعار مرتفعه وفوق التسعيرة المتعارف عليها». وقال المصدر: إن الوزارة ستواصل عملها بملاحقة هؤلاء المتلاعبين.