شهدت مواقع بيع الأسمنت ال11 التي حددتها وزارة التجارة شحا متعمدا من بعض التجار والسماسرة والعمالة الوافدة، في خطوة تعكس إحباط جهود «التجارة» في القضاء على شح الأسمنت، وارتفاع أسعاره. ورصدت»المدينة» أمس في المواقع المحددة للبيع شحا، في حين تمكنت من معرفة سعر البيع المتداول وهو 20 وأحيانا 25 ريالا للكيس الواحد، وتمثلت إجراءات السماسرة والتجار في عدم طرح حمولات الأسمنت في المواقع المحددة حتى يتمكنوا من تحقيق مكاسب سريعة وعالية في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الأسمنت لإكمال عمليات البناء والتشييد، وأسهم عدم وجود رقابة من الجهات المعنية في نجاح مخطط السماسرة وبعض التجار في شح السوق. ولم يشهد مخطط بن لادن الواقع بجنوب جدة وجود سيارة واحدة تؤمن للمشترين الحصص التي يريدونها لاتمام عملية البناء، ولم يختلف الوضع في شمال جدة بحي السامر وتحديدا عند مجرى السيل او حتى عند الخط الموازي للخط السريع أما الحال في وسط جدة وتحديدا شارع المكرونة فتواجدت على استحياء بعض اكياس الاسمنت، والتي لا يمكن الحصول على كميات منها إلا من خلال «الواسطة». وفي شارع الأمير ماجد لا يوجد إلا ركود ونوم تحت مظلات الشاحنات الخالية من الاسمنت، وكل هذه المواقع خاليه تماما، إلا ان العامل المشترك بين تلك المواقع هو اختفاء المراقبة من قبل الجهات المعنية لمراقبة الوضع والسوق بعد قرار تحديد مواقع بيع الاسمنت. *غياب الرقابة على المواقع واشتكت مجموعه من المواطنين من الطرق التي يتبعها السماسرة وبعض التجار من تعمد تعطيش السوق، على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التجارة للحد من ظاهرة ارتفاع الاسعار، وشح الاسمنت، مشيرين إلى ان غياب الرقابة من وزارة التجارة، اسهم في تفشي تلك الظاهرة رغم وجود الاسمنت في مخازن واماكن خاصة لا تظهر إلا بعد الاتفاق مع السماسرة على سعر البيع المرتفع والمخالف. ويقول حامد الشهري: انا بمخطط بن لادن منذ ما يقارب اسبوعين،ولم اجد مطلبي من الاسمنت حيث انني آتي الى هنا بشكل يومي والحقيقه ان هناك تلاعبًا لان الوافدين من الجنسيه الإفريقية يقومون ببيعه بالسوق السوداء وبأسعار مرتفعة. وذكر المواطنون محمد الزهراني وعادل الحارثي ومشعل المطيري انهم يذهبون إلى المخططات بشكل يومي فيجدون أقل الأسعار 17 ريالا بعد الشد والجزر معهم وكننا نطلب شيئا يمنون به علينا، بل نطالب بتأمين احتياجاتنا من الاسمنت لسد ثغرتنا ولحجتنا له.وذكرمواطن مسن «فضل عدم ذكر اسمه» أنه يأتي صباح كل يوم من الساعه 5 فجرا الى الساعه 10 ليلا بواقع 17 ساعه ولم يجد مطلبه من الكميات، وقال: لم أرَ يوما مسؤولا أو مراقبا ليقف معنا ويتعرف على مشكلاتنا مع الأسمنت وسوقه التي تعاني عشوائية وزيادة في الأسعار غير مبررة - حسب رأيه -، وأضاف: أتمنى أن تنقلوا معاناتنا تحت حرارة الشمس حتى نجد ما يقف بجانبنا لإنهاء مشكلة الأسمنت في الأسواق والمواقع التي حددتها وزارة التجارة. *أسعار غير ملزمة ويقو ل أحد العاملين ويدعى مختار أحمد وهو متواجد منذ الصباح في موقع بيع شارع الأمير ماجد: إن السعر المحدد ب 14 ريالا غير ملزم للكثير من البايعين، وأن السعر المتداول هو 20 ريالا، وأضاف: لدي 140 كيسا ولكن البيع بالسعر الذي حددته «التجارة» يحملني خسائر، لذا فأنا أبيع بالأسعار المتداولة والتي تتراوح بين 20 و25 ريالا. ويقول أحد العاملين بالسوق» رفض ذكر اسمه» يوميا أقوم بعمل اتصالات مع أصدقاء مقربين مني واتحدث معهم فإن كانوا يحملون الأسمنت طلبت منهم كمية محددة، يتم تأمينها بسعر 16 ونصف الريال، وأقوم ببيعه بسعر يتراوح بين 22 إلى 25 ريالا مع التحميل للسيارة.