مرة أخرى، وأخرى، وأخرى .... تستيقظ الولاياتالمتحدة على حادثة جديدة من حوادث القتل المستمرة بلا نهاية وبلا حلول مرئية، في ساحاتها العامة، أو في أماكن الترفيه، أو في المدارس. وهي مذبحة لن تكون الأخيرة في سلسلة أعمال العنف التي تجتاح المجتمع الأمريكي بين فترة وأخرى. وكانت آخر مذبحة كتبنا عنها هي مذبحة كولورادو التي ذهب ضحيتها 14 قتيلاً وأصيب فيها تسعة وخمسون آخرون بجراح داخل صالة للسينما، كانوا يشاهدون العرض الأول لفيلم «باتمان» الجديد. *** المذبحة الجديدة جرت يوم أول أمس الجمعة 14 ديسمبر، وذهب ضحيتها 27 شخصاً، من بينهم 14طفلاً على الأقل ، قتلوا عندما فتح مسلح واحد على الأقل النار في مدرسة ابتدائية في ولاية كونيتيكت الواقعة بشمال شرقي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتفيد الأخبار أن الذي أطلق النار، لقي حتفه في الحادث وأنه سقط هناك العديد من المصابين. ولا تزال التفاصيل حول الدافع المحتمل وراء الحادث غير معلومة. يذكر أن المدرسة يرتادها تلاميذ تتراوح أعمارهم ما بين خمسة إلى عشرة أعوام. *** وكما حدث في حوادث مشابهة جرت في بعض المدارس والمؤسسات التعليمية حيث كثف التواجد الأمني في المدارس، صدر أمر بإغلاق كل المدارس في المنطقة، كما قالت وسائل الإعلام. وأصدر موقع المدارس الحكومية في منطقة نيوتاون في ولاية كولورادو رسالة تبلغ الأهل بإغلاق كافة رياض الأطفال يوم الجمعة الماضي. كما يُتوقع تعزيز الإجراءات الأمنية بعد الحادث، ونشر عناصر إضافية من الشرطة للقيام بدوريات للمحافظة على الأمن. *** لقد بكى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي سيؤدي القسم من جديد كرئيس مُنتخب لفترة ثانية في الخامس من يناير القادم، وعبر عن "حزنه البالغ" لضحايا إطلاق النار بالمدرسة الإبتدائية، ودعا الأمريكيين إلى تنحية السياسة جانباً و"القيام بعمل جاد" لمنع تكرار مثل هذه المآسي. لكن أوباما يُدرك أكثر من غيره أنه لا يمكن له أن ينحي السياسة جانباً. وستذهب دماء هؤلاء الضحايا ال 27 دون ما أي حل لأن أوباما والحزب الديمقراطي لن يجسر على إثارة مسألة حرية إمتلاك المواطن الأمريكي للسلاح وفق الدستورالأمريكي حيث تؤيد غالبية الشعب الأمريكي استمرار ممارستهم لهذا الحق. ويمكن أن يفقد أوباما وحزبه جزءاً من شعبيته إذا ما تمسكك بموقفه المعروف ضد حمل السلاح، أو إذا ما تجرأ وعرض القضية على أجندته السياسية بصورة واضحة. لذا لا نتوقع أن يؤدي هذا الحادث الجديد إلى تغيير مواقف الحزبين . فرغم أنها ستفتح الجدل من جديد حول التعديل الثاني في الدستور الأمريكي الذي يعتبر حيازة السلاح حقاً خاصاً لكل أمريكي لا يمكن أن يُنازعه عليه. إلا أنها زوبعة ستنتهي حتى يحدث عنف جديد يذهب جراءه مزيد من الضحايا!! § نافذة صغيرة: [[لقد تفاعلت مع الأخبار، ليس لكوني رئيساً ولكن لكوني أباً. إن هؤلاء الأطفال الصغار مليحي الطلعة الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعاشرة كانت حياتهم أمامهم من : أعياد ميلاد وتخرج و زواج وأطفال من صلبهم.]] باراك أوباما [email protected] [email protected]