أثار مقتل عشرين طفلاً في مجزرة ارتكبت في مدرسة وراح ضحيتها ستة بالغين والقاتل ايضاً، ردود فعل غاضبة في العالم. وفور وقوع المجزرة، عبّر الرئيس الاميركي باراك اوباما في كلمة مقتضبة بدا فيها شديد التأثر وغالب دموعه مراراً لاكمالها، عن ادانته الجريمة "البغيضة". واشار الى ان "الضحايا بغالبيتهم اطفال. اطفال رائعون تتراوح اعمارهم بين خمس وعشر سنوات"، داعياً الى اتخاذ اجراءات "فعلية" لمنع وقوع حوادث مفجعة جديدة من هذا النوع. وأمر اوباما بتنكيس الاعلام على كافة المباني الحكومية الاميركية طيلة اربعة ايام حداداً. وقال في كلمته وقد اغرورقت عيناه بالدمع ان "قلبنا محطم". وفي نيويورك، رأى الامين العام ل"الاممالمتحدة" بان كي مون ان "استهداف اطفال عمل بغيض ويفوق التصور"، واضاف ان "افكاره وصلواته تذهب الى عائلات الضحايا والى كل الذين روعتهم هذه الجريمة المروعة". ووجهت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، التي لا تعلق عادة سوى على الحوادث التي تجري في دول اعضاء في "الكومونولث"، مساء الجمعة رسالة الى اوباما تؤكد فيها تأثرها، وقالت "صدمني واحزنني النبأ الرهيب حول سقوط قتلى في نيوتاون وخصوصاً وجود اطفال بين القتلى". وعبّرت مع زوجها الامير فيليب عن تعاطفها مع الرئيس الاميركي والشعب الاميركي في "هذه الاوقات الصعبة". وفي لندن ايضاً، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه "صدم ويشعر بحزن عميق من هذا الحادث الرهيب الذي قتل وجرح فيه ابرياء"، وقال ان "التفكير بهؤلاء الذين انتزع منهم ابناؤهم في سن صغير يفطر القلب، بينما كانت الحياة باكملها امامهم". اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فأكد ان المجزرة "روعته"، وقال في رسالة الى اوباما ان "النبأ روعني وارغب في التعبير لكم عن تأثري واستيائي"، واضاف "في هذه اللحظة الاليمة جداً للولايات المتحدة اعبر لكم عن تعازي باسمي وباسم الشعب الفرنسي. واشكر لكم ابلاغ اسر الضحايا بتضامني معها في هذه المحنة الرهيبة". من جهتها، قالت وزيرة خارجية "الاتحاد الاوروبي" في بيان "اود ان اعبر عن صدمتي بعد اطلاق النار المأسوي في مدرسة في كونيتيكت اليوم"، واضافت "في هذه الاوقات العصيبة افكر بالضحايا وبعائلاتهم وبالشعب الاميركي". بدوره، قال رئيس "المفوضية الاوروبية" جوزيه مانويل باروزو في بيان "بعميق الصدمة تلقيت نبأ اطلاق النار المأسوي في كونيتيكت" الذي "قضى على ارواح يافعة مفعمة بالامل"، مضيفا "باسم المفوضية الاوروبية وباسمي الشخصى اقدم احر التعازي الى عائلات ضحايا هذه المأساة الرهيبة". وفي موسكو، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعازيه الصادقة" للرئيس الاميركي باراك اوباما بعد المجزرة، كما عبر عن "تعاطفه مع كل الشعب الاميركي". وقال الكرملين في بيان ان "بوتين اكد في برقية ان كون معظم الضحايا اطفالاً يسبب حزناً خاصاً"، داعياً اوباما الى "نقل عبارات الدعم والتعاطف مع اقرباء الذين قتلوا". وعبر الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو عن "تضامنه مع الشعب الاميركي والرئيس اوباما". وفي كندا وصف رئيس الوزراء الحادث "بالنبأ الرهيب" وكتب على حسابه على "تويتر" ان "الكنديين يصلون من اجل التلاميذ والعائلات في كونيكتيكت الذين ضربهم هذا العنف الجنوني". اما زعيم المعارضة اليسارية توماس مالكير، زعيم الحزب الديموقراطي الجديد، فقال ان "الالم والخوف اللذين نشهدهما يتجاوزان المنطق. المدارس يفترض ان تكون آمنة يتعلم فيها الاطفال ويكبرون ويتفتحون"، واضاف ان "استهداف قاتل لهذا العدد الكبير من الاطفال يغير قناعاتنا العميقة وفكرتنا عن مجتمعنا"، مؤكدا ان "الوقت حان للتفكير بما حدث وبوسائل منع وقوع مآس مماثلة".