أعادت مجزرة "كونيتيكت" التي ذهب ضحيتها 27 شخصاً بينهم 20 طفلاً على الأقل بإطلاق نار في مدرسة، حيازة السلاح إلى الواجهة، وكل ما يتعلّق بها من قوانين، خاصة وأن القانون الاميركي في مسألة حيازة السلاح يختلف بين ولاية وأخرى إلى حد التناقض. وينقسم الاميركيون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالاسلحة النارية الفردية التي ادت في 2009 الى مقتل 31 الف شخص بينهم اكثر من 18 الفا انتحارا. وأكد خبراء أمن أن الاحياء الاميركية التي بها مدارس، أنفقت ملايين الدولارات على أجهزة رصد المعادن وكاميرات الامن وخطط واضحة لرد الفعل في حالات الطوارىء منذ مذبحة عام 1999 في مدرسة كولومبين الثانوية لكن لم يكن ثمة وسيلة لمنع وقوع مذبحة مدرسة كونيتيكت الابتدائية. وقالت الشرطة ان رجلا في العشرين من عمره مدججاً بالسلاح فتح النار صباح الجمعة في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت وقتل 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات وستة اشخاص بالغين قبل ان يقتل نفسه. ويؤكد معارضو اصلاح هذه القوانين ان حق امتلاك اسلحة مدرج في الدستور بموجب التعديل الثاني الذي تدافع عنه مجموعات الضغط المتخصصة بالسلاح بقوة. وقال بيل بوند وهو خبير في أمن المدارس ومدير سابق لمدرسة ثانوية شهد حادثا لاطلاق الرصاص على الطلبة "لم يكن بامكان المدرسة منع وقوع (اطلاق الرصاص) من دون معرفة مسبقة بأن (القاتل) قادم"، مشيراً إلى أنه ليس الحادث الأول من نوعه. ولم يتضح بعد ما هو نوع الاجراءات التي تتخذها المدرسة بطريقة روتينية لكن وسائل الاعلام قالت إن دخول المدرسة محدود للزوار وان الابواب تغلق بعد الساعة 9.30 صباحا. ويعتقد ان اطلاق الرصاص وقع بعد ذلك الوقت مباشرة. غير ان بوند قال انه لا سبيل لان يحمي الطلبة والمدرسون أنفسهم عندما يبدأ شخص ما في اطلاق الرصاص من أسلحة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن "حزنه البالغ" لضحايا المدرسة، ودعا الأميركيين إلى تنحية السياسة جانبا و"القيام بعمل جاد" لمنع تكرار مثل هذه المآسي، معلناً الحداد أربعة أيام. وتبحث الشرطة عن اجابات بشأن الدافع الذي جعل مسلحاً في العشرين من عمره يرتكب أحد أسوأ حوادث القتل الجماعي في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر الشرطة ان القاتل يدعى آدم لانزا وانه درس في فترة بمدرسة نيوتاون الثانوية. ومجزرة نيوتاون هي احدى ابشع المجازر في تاريخ المؤسسات التعليمية الاميركية. ومساء الجمعة تظاهر حوالى خمسين شخصا امام البيت الابيض للمطالبة بتشديد الضوابط المفروضة على اقتناء الاسلحة النارية. وفي حين ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالمجزرة التي شهدتها مدرسة في الولاياتالمتحدة، اعرب الاتحاد الاوروبي عن شعوره ب"الصدمة والرعب" للمجزرة. هذا وأعربت العديد من البلدان بينها إيران عن استنكارها للمجزرة، وتمّ تعديل بعض الفعاليات المبرمجة تضامناً مع أهالي الضحايا، ومن بينها تأجيل حفل إطلاق فيلم "جاك ريشار"، ل"توم كروز"، والذي صور قبل عام وفيه مشهد عن إطلاق نار من قبل مهاجم في ساحة عامة.