سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشريم: من عاش بلا يقين فهو كالميت بلا روح .. آل الشيخ:رسالة للإعلام المسلم بضرورة السعي بما يطفئ الفتن لا ما يوغر الصدور الشريم: من عاش بلا يقين فهو كالميت بلا روح .. آل الشيخ:رسالة للإعلام المسلم بضرورة السعي بما يطفئ الفتن لا ما يوغر الصدور
اكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام إن اليقين قوة في زوبعة الضعف والري في ذروة العطش وقبس في ظلمة، وكثرة في قلة، من رسخ في قلبه بلغ عنان السماء وكسته الهيبة والوقار والرفعة. وأن المرء يحقق من خلال يقينه جميع مراتب اليقين المشهورة وهي علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وهو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، فمن عاش بلا يقين ففيه من صفات الميت بلا روح، فلا بد للمؤمن من اليقين في خبر الله سبحانه، فيوقن المرء بكل ما أخبر به سبحانه وبكل ما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، ويؤمن بأمر الله ونهيه وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ونهيه. وبين أن المرء المؤمن بربه إذا عاش حياته باليقين بالله علم أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنه لن يأخذ منها إلا ما كتب له فيها. وقال إنه لا يمكن لأحد أن يكون هادياً مهدياً في بيته وسوقه ومجتمعه وأمته وهو فاقد أهم مقومات اليقين بالله، ولا يدرك حقيقة اليقين، وإن يقين المؤمن كالنور من فوقه، نور يضيء في سمائه على الدوام لأنه يدرك أن الله يرى مكانه ويسمع نجواه ويعلم بلواه وأزيز صدره المفعم باليقين ليدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأنه سبحانه ما ابتلاه إلا ليعافيه، ولم يأخذ منه إلا ليعطيه ولم ينقص منه إلا ليزيده. - وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبته عن مبادئ الحوار في الإسلام. وقال يتفق العقلاء على أن الاجتماع والائتلاف مطلبان ضروريان لا غنى عنهما لأمة تريد الفلاح، ومن هنا جاء الإسلام بالتأكيد على وحدة الصف الإسلامي ورعاية التعاون على الخير وعلى جلب المنافع ودرء المفاسد، إلا إن ما تعانيه الأمة اليوم بسبب الأحداث الأخيرة التي لا تخفى، يوجب على كل مسلم مهما كانت مرتبته وتنوعت ثقافته أن يتقي الله جل وعلا وأن تكون توجهاته منطلقة من مبدأ ما يجمع ولا يفرق مهما وجد لذلك سبيلا، فالله جل وعلا يقول (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألفَ بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، وفي ظل حركات التغيير العاصفة بالأمة اليوم فإنه يجب على أهل الحل والعقد أن يرحموا أمتهم وشعوبهم من شقاء التفرق والتحزب، فالسعادة في اجتماع الكلمة والرخاء وفي تماسك المجتمع المسلم. وأوضح فضيلته أن الاختلاف في الإسلام لا يجب أن يكون سبباً في التفرق ولا سبيلاً للعدواة وسبباً لتهديد الوحدة، بل الاختلاف عند الضرورة إليه ظاهرة محمودة يجب أن تقود إلى البحث عن كل وسيلة لترجيح الآراء فيما يجلب المصالح ويدرأ المفاسد، فبذلك يتحقق رضا الله جل وعلا على المجتمع لأنه يحصل بذلك الألفة والاجتماع، وتنبذ الفرقة والنزاع، قال صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَتَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا لِمَنْ وَلاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ . وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ»، محذراً المسلمين من التفرق والاختصام والتحزب. وطالب فضيلته المسلمين بالعودة إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة والحذر من التفرق بكل أشكاله والتنازع بشتى صورة، كما دعاهم إلى التحاور وفتح جسور التواصل لحل كل مشكلة توجب التنازع، مؤكداً أن الإسلام جعل الشورى مبدأ من المبادئ التي تصلح بها حياة الجماعة، وجعل أسلوب الحوار سبباً للوصول إلى النتائج الطيبة، فمع السعي والإرادة الحسنة والمقاصد الطيبة يجمع الله الشتات ويؤلف القلوب. ووجهة فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ رسالة للإعلام المسلم بضرورة السعي بما يطفئ الفتن لا ما يوغر الصدور، والبعد عما يسبب العداوة والبغضاء بين أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا خير في الجدل الباطل، ولا نفع في اللغط واللغو والتحاليل التي لا تبنى على براهين عقلية أو أدلة شرعية، فيكفى الأمة ما أصابها من تفرق ونزاع وشتات جلب لها العار وولد لها الدمار. وحذر فضيلته من أن تهدر مكانة من رضيه المسلمون للزعامة، فذلك مما يفتح شراً عظيماً ويولد فساداً عريضاً، وما أعظمها عند الله عز وجل أن يتولد بين أبناء المسلمين عند الاختلاف في أمور الدنيا إزهاق الأرواح وإفساد الأموال والمقدرات.