ما كتبت هذا إلا بعد نشر ملحق الرسالة رأي رئيس محاكم استئناف القصيم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن المحيسن الذي نشر في جمعة شهر محرم الأخيرة من عام 1434ه وأبدى فيه رأيه حول مجالس الصلح والمساومة في سوق الدماء وما استجد فيها من تغليظ في الديات تصل إلى ملايين الريالات ومن هنا يجب أن اذكر أن ليس كل القتل ودوافعه متساوية فمن قتل متربصًا عاقد النية على القتل متصيدًا لقتله ولو لم يقتله غيلة بل افتعل دواعي القتل ودوافعه تختلف عمن قتل في حالة شجار وفقدان أعصاب وتهور أو من قتل خطأ أو شبه عمد أو من قتل دفاعًا عن نفسه ولم يستطع إثبات ذلك وأعقبها ندم في تلك اللحظة لا جعل الله للشيطان علينا سبيلا. فالأول قاتل متعمد وإن لم يوقع به القصاص فالمغالاة في الدية لا تعتبر مغالاة في سوق نخاسة خاصة إذا ما كان المقتول على خير في سلوكه ودنياه فمن يعوض الأهل عن فقيد بكوه بحرقة وحرموا منه بلا ذنب فتلك الملايين فما هي برادته ولكن قد تكون فيها السلوى للابن إن كان منه أبناء والزوجة وللوالدين إن هما على قيد الحياة ولم يرد في الشرع ما يدلل على أن الدية وإن غلظت حرام أو مكروه ولكن ورد بكبر الأجر وعظمه لمن عفا طالبًا مرضاة الله وينطبق الأجر على كلتا الحالات السابقة أما من قتل في ساعة غضب شيطانية متهورًا أو قتل خطأ أو شبه عمد فأيضًا حرق أكباد أهل القتيل وقد نتعاطف معه لأسباب إنسانية وندعو إلى عدم تغليظ الدية والمغالاة فيها وان كنت كما أسلفت أن الشرع لم يحرم تغليظها ولا أعلم عن دعاة التساهل في الديات وان كنت مؤمنًا بالأجر العظيم من عند الله عز في علاه لمن عفا كيف يريدون أن يستتب الأمن والأمان من الإنسان على أخيه الإنسان أم يريدون تفشي القتل بين المسلمين خاصة إذا ما اعترفنا وسلمنا بأن في القصاص حياة واستتباب امن وأمان وكم من تمثيليات ومقالات صورت لنا حالة القصاص بأنها قاسية وأدمعت أعين الكثير على القاتل بعدما أهدر دم المقتول وأصبح المقتول في زمن النسيان ولا ننسى أن الأب والابن والزوجة تبقى في نفوسهم حرقة الفراق لمقتولهم وان طال الأمد وخاصة إذا كان العائل لهم بعد الله فالمرجو من دعاة الصلح والتنازل عن القصاص الأخذ في الحسبان تشريع الله الذي لم يمنع التغليظ وحالة أهل القتيل وحالة القاتل وقت القتل ولا نفرق بين قوي وضعيف في هذا الأمر فلكل حالة ما يناسبها ولا نبكي حال القاتل وننسى المقتول فكما للقاتل أهل ينتظرون الفرج من الله والعفو من أهل الدم فأهل القتيل مكلومون والحزن على قتيلهم سوف يلازمهم مدى الحياة ولذلك وضع الله أجرًا كبيرًا لعفوهم وان حصلوا على دية فلهم أجر أيضًا من الله وما ذلك إلا لصبرهم على مصيبتهم التي سوف يتناقلها الأبناء وأبناء الأبناء. وقد حرموا من أموال كان يكتسبها القاتل إن كان المعيل لهم. وقد تكون ملايين لهم عبر السنين. وما أبديت ذلك الرأي إلا من أجل عدم استسهال القتل وتفشيه واسترخاص الدية خاصة للمقتدرين. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه [email protected] فاكس 6996468 ص , ب 11750 جدة 21463