في 25من محرم 1320ه الموافق 3 من مايو 1902م رفض السلطان العثماني عبدالحميد الثاني اقتراحًا من "تيودورهرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية بإنشاء جامعة يهودية في القدس. لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بازل) بسويسرا عام 1315ه، 1897م، برئاسة تيودور هرتزل، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبدالحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، وإثر محاولات عدة زار السلطان عبدالحميد، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا، لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: "إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبًا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكي إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يومًا، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل"، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.