* (لا أقدر أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لي، بل لأمتي، ليحتفظ اليهود بملايينهم، فإذا قُسّمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين دون مقابل إنما لن تقسم إلا على جثثنا، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان)... هذه العبارة هي للسلطان عبدالحميد الثاني آخر سلاطين الدولة العثمانية حيث خاطب بها الزعيم الصهيوني هرتزل: Theder-Herzl فلقد سافر هذا الأخير كما يذكر المؤرخ رفيق النتشة إلى الاستانة في (18 حزيران 1869م لإقناع السلطان بالهجرة اليهودية وشراء الأراضي في أرض فلسطين مقابل المساعدات والهبات المالية للدولة العثمانية) أنظر: السلطان عبدالحميد الثاني وفلسطين، رفيق شاكر النتشة، 1405ه-1984م، ص8. * وتأكيداً على هذا الموقف الديني والوطني للسلطان عبدالحميد -في الحفاظ على أرض فلسطين العربية والمسلمة- يذكر أحد مؤسسي الكيان الصهيوني «حاييم وايزمن»chaim-weiz man» «في ترجمة حياته بأن «هرتزل» عرض عند زيارته للقسطنطينية -عاصمة الدولة العثمانية- سنة 1901م، عرضاً أولياً على السلطان عبدالحميد متمثلاً في دفع الحركة الصهيونية للسلطان ما قيمته مليون ونصف جنيه استرليني في سبيل فك الضائقة المالية الشديدة التي كانت تئن تحت وطأتها الدولة العثمانية ولكن السلطان عبدالحميد قابل هذا العرض الصهيوني السخي بالرفض القاطع. ** ويذكر «وايزمن» ايضاً، انه عندما تم خلع السلطان عبدالحميد في ابريل 1909م، كانت الفرحة غامرة بصعود منظمة تركيا الفتاة، ** انظر: CHAIM, WEIZNANN, BY:JEHUDA RE1NHARZ, OXFORD UNINVERSITY, PRESS ** وتذكر المصادر اليهودية بان هذا الذي ابلغ -عبدالحميد- بقرار خلعه كان من يهود الدونمة وهو النائب اليهودي في سالونيك «قراصو» لا بد من الربط بين هذا الموقف البطولي والوطني لآخر سلاطين بني عثمان والذين جاء العثمانيون الجدد ليعيدوا سيرته من خلال مواقفهم الوطنية ازاء القضية الفلسطينية.