ذكرت صحيفة المدينة (29 مايو) أن جهات عليا تطالب وزارة النقل بالتريث في موضوع تنفيذ مسار قطار الحرمين وتقترح بديلا عنه مساراً يبعد إلى الشرق 12 كيلومترا. وذكرت الصحيفة 15 مبرراً جاءت من هذه الجهات. أولا: بالنسبة لي ولعشرات الألوف من أمثالي، يُعد إغلاق خط الحرمين (أو تحويله إلى خط غير سريع بعد هدم الجسور المتقاطعة معه) كابوساً مرعباً وابتلاءً شديداً، خاصة إذا استمر لفترة طويلة ربما تجاوزت العامين أو الثلاثة. وكلنا يعلم مدى سوء أداء وزارة النقل داخل المدن إذ يستغرق تعديل بسيط أو توسعة يسيرة لأحد الخطوط السريعة شهوراً طويلة في حين يتم إنجاز مثيلها في الدول المتقدمة والمتأخرة خلال أيام قليلة يتم العمل خلالها ليل نهار باحترافية عالية، وليس بمهنية متدنية وبطء شديد. هذه واحدة. أما الثانية فهل صحيح أن وزارة النقل قد استأثرت بهذا المشروع الجبار جملة وتفصيلاً، ولم تسمح لأي جهة أخرى بحشر أنفها لا من بعيد ولا قريب؟ وإذا كانت عملية حشر الأنف مسموحة، فهل اعترض الحاشرون أنوفهم مبكراً، ولم يأبه أحد باعتراضهم؟ أم أنهم ناموا نومة أهل الكهف ثم انتبهوا فبعثوا أحدهم إلى الوزارة ليقدم لهم الاعتراض تلو الاعتراض! في كل الحالات المذكورة أعلاه، لن يُصاب أحد بالدهشة، فهكذا نحن في العالم الثالث.. نلعب مشتتين دون خطة واضحة ولا مدرب جيد ولا هدف جامع يوحد الصفوف ويزيل المخاوف ويبدد الاعتراضات. وأما الثالثة فهي الحقيقة الشامخة التي لا يتناطح عليها عنزان، وهي أن المنح المليونية لم تبق ولم تذر للخط السريع حرما كافيا لمستقبل تتغير فيه الظروف والمتطلبات. في العالم (الأول) تُترك على جانبي الخطوط السريعة مساحات لا يقل عرضها عن 100 متر حرماً للطريق، حتى إذا حلت الحاجة إليه اُستخدم فيما ينفع الناس دون حاجة إلى هدم جسور وتعطيل مرور وتطفيش مئات الألوف من مستخدمي الطريق، ودون الحاجة إلى نزع ملكيات قد تتجاوز تعويضاتها المالية قيمة المشروع نفسه. إيش رأيكم (تمدوا) الخط تحت الأرض! أو (تعلقوه) فوق الأرض!. [email protected]