وها قد انتهت الاحتفالات بيوم الوطن، وذهب الشباب المحتفي كل إلى حاله، وقد أفرغ طاقة كامنة ونفّس عن حالة من الانسداد الاجتماعي الذي حال بينه وبين أي متنفس مقبول، فلا أسواق يدخلها، ولا مطاعم مخصصة للعوائل يرتادها، ولا حتى شقق سكنية مسموح لها بسكناها. الشباب معذورون أحياناً إذ لم نجعل لهم بدائل طوال العام، فهم إذا يهتبلون الفرصة ليطلقوا لأنفسهم العنان ظناً منهم أن لا غير هذه الوسيلة للاحتفال باليوم المجيد. لكن في الوقت نفسه، فلا بد من الإشارة إلى معاناة كثير من المواطنين والمقيمين في المدن الكبرى، ومنها جدة على سبيل المثال من جراء هذه الحركات غير المنضبطة التي طالت شوارع رئيسية وأخرى فرعية، فكان ذلك (التلبك) المروري غير المهضوم. ثمة أناس عانوا من طول الانتظار ذهاباً في مشوار قصير، بل تورطوا تماماً فلا هم استطاعوا المواصلة، ولا تمكنوا من العودة أدراجهم من حيث أتوا. ما الحل يا ترى! المنع هو أسهل الحلول، وهو ليس أمثلها بالطبع، فهو لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكبت والضغط، بل هو صعب على الجهات المختصة أمنياً وتنظيماً! وفي الوقت نفسه قد لا يكونون جاهزين لتقديم بديل مناسب في موقع مناسب. قطعاً ليس الذي جرى في الاحتفال الأخير مقبولاً، وعليه فلا بد من بديل! بديل للمكان محصور من كل الجهات. أو ليس الكورنيش بديلاً مناسباً تحصر فيه الفعاليات والصيحات والمشاغبات وأصوات السيارات، كما هو الحال في عيد الفطر السعيد! أو ليس من التحضر أن يُعلم عامة الناس بمواقع الاحتفالات التي قد تكون عرضة للاختناقات والازدحام حتى يتحاشاها من أراد، ويمضي إليها من أراد! ليحتفل من شاء كيف شاء بطريقته الخاصة، لكن ليس على حساب الآخرين، فالفرحة مطلوبة، لكن لا بد من تقييد طرق التعبير عنها حتى لا يتضرر الآخرون، وحتى لا تنقلب مشاعر السرور باليوم الكبير إلى سيل من مشاعر غاضبة لأنها وقعت في (خنقة) سير دون ذنب ولا علم. لنبحث عن البدائل، وسنجدها حتماً!! [email protected]