عوداً إلى مالئ الدنيا وشاغل الناس ورادع المتهورين (ساهر).. عودا للمرة العاشرة في هذا العمود المسكّر، وللمرة المليون لمن كتبوا وزادوا وأعادوا ولا يزال القوم مختلفين. تعليقي هذه المرة على ثلة كريمة من أبناء هذا الوطن، بل إن بعضهم مشايخ وفضلاء، أبوا إلا رفع وتيرة النقد لنظام (ساهر) الذي يؤكد أصحابه أنه خير كله، إذ حدّ من حوادث المرور بصورة جلية واضحة لا يختلف على صحتها اثنان عالمان بالأرقام والإحصائيات. أما الناقدون، فأكاد أجزم أن منهم من لم يستمع إلا للطرف المتضرر مالياً فقط تحت يافطات التباكي والتألم والتحجج بعدم القدرة على السداد خاصة عند تُضاعف الغرامات بعد مرور المهلة الممنوحة وقدرها 30 يوماً لا غير. وهنا يطيب لي الاقتراح على مرورنا العزيز دعوة أحبابنا هؤلاء لقضاء بعض الوقت في صحبة ساهر خاصة على الطرقات السريعة داخل المدن، مثل طريق الحرمين، وتحديدا بين كوبري الجامعة وكوبري بريمان جيئة وذهاباً ليشهد أي صنف من المتهورين يعيش بين أظهرنا، وأي غباء يمارسه هؤلاء المغامرون ليس بالأموال التي يجنيها (ساهر) فحسب، وإنما بأرواحهم وأرواح الأبرياء من غيرهم، المستخدمين للطريق حسب الأصول والآداب، والضوابط والتعليمات. ومن واقع خبرة عملية ميدانية أكاد أجزم أن معظم هؤلاء المتهورين الذين يرفعون الضغط والسكر هم من طبقة دون الوسط مالياً، بل إن كثيرا منهم كادحون فقراء إذا حكمنا عليهم من نوعيات وأشكال المركبات التي يقودونها ويؤذون بها الآخرين. راقبوا أيها الأعزاء الكرام الكتف الأيسر للطريق السريع، وتأملوا كيف يحاول هؤلاء اختراق تلك المنطقة الضيقة جداً بهدف تجاوز الآخرين عنوة، بالرغم من أن المسافة بأكملها لا تتجاوز كيلومترات قليلة جداً، ولن تسمح لهذا المتهور أو ذاك بتوفير سوى دقيقتين أو ثلاث.. هذا إن سلم وسلم معه الآخرون. أيها الناقدون: دعوكم من شكوى الغرامة المضاعفة، فوالله إن هؤلاء جديرون بسجن مضاعف وبجلد مضاعف حتى لا تقوى أقدامهم على الضغط على دواسة البنزين أكثر مما يجب. هؤلاء يا سادة قد طغوا وبغوا وعاثوا في الطرقات الفساد!! [email protected]