محمد دحلان شخصية فلسطينية معروفة، طالما دندنت حول وطنيتها، وصدقها، ونزاهتها، وإخلاصها للقضية، ورجال القضية، وتاريخ القضية. وطبعًا أيّده كثيرون، كانوا يرددون خلفه كالببغاءات كل مزاعمه الكاذبة عن حماس، وتاريخ حماس، وعمالة حماس، وخيانة حماس للقضية، وإصرارها على الفرقة والخلاف. اليوم يكتشف رجال السلطة الفلسطينية في رام الله أن محمد دحلان ليس إلاَّ خائنًا للقضية التي زايد عليها باستمرار، وكذب بشأنها باستمرار. محمد دحلان اليوم متّهم بدس السم في جسد الراحل ياسر عرفات؛ ليموت ببطء غير ملحوظ إلاّ للأطباء والمختصين. محمد دحلان الذي كان يزايد على حبّه لياسر عرفات هو الذي اغتال ياسر عرفات عامدًا متعمّدًا ومتواطئًا مع أعداء ياسر عرفات. هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الفلسطيني في رام الله، فلم يعد يحتمل صمتًا أكثر، إذ تمادى الرجل بكل عنجهية وصفاقة في مسلسل الخيانات، وطريق المؤامرات، ونفق الاختلاسات. محمد دحلان متّهم باستهداف الرئاسة الفلسطينية الحالية، فقد جنّد ضباطًا وموظفين فيها لصالحه، وزرع أجهزة تنصّت في مبناها، ومباني عدد من الوزارات، والجهات الأمنية؛ بهدف تنفيذ انقلاب عسكري في الضفة. ومن قبل انتقل محمد دحلان من وضع الفلسطيني البسيط، إلى حال الثري الكبير، صاحب المؤسسات الاقتصادية التي تاجرت بلقمة العيش الأساسية للفلسطيني البسيط. محمد دحلان متّهم أيضًا باستلام 300 ألف دولار من جنرال أمريكي عام 2005م لتشكيل قوة أمنية تابعة له داخل غزة، لينقض على السلطة فيها بمجرد سقوط حماس، بدعم من آلة الحرب الإسرائيلية الهمجية الفاجرة الغادرة. وتوّج هذا التاريخ الأسود لمحمد دحلان بقرار فصله من مركزية فتح في 12 يونيو الماضي متّهمة إيّاه، إضافة إلى ما سبق بارتكاب جرائم قتل في الضفة باستخدام البلطجية، وفرق الموت، ناهيك عن الإثراء الفاحش، والكسب غير المشروع، وحتى انتهاك الأعراض. وبعد هذا كله يظل الصمت المطبق سيد الموقف لدى أولئك الذين لم يفوتوا، ولن يفوتوا فرصة لانتقاد حماس؛ كونها لم توقع اتفاق صلح مع رموز من أمثال محمد دحلان. هؤلاء جميعًا يأبى الله إلاّ أن يفضحهم مع أنهم معروفون من لحن القول، وعزف القلم. [email protected]