لا يحتاج الإنسان اليوم لإنجاز كثير من الأعمال أكثر من حاسب آلي، ونقطة اتصال بشبكة الإنترنت، وهناك الكثير من المشروعات الضخمة تدار اليوم من خلال هذا الأسلوب، وخصوصًا تلك المهام التي تعتمد بشكل مباشر على الاتصالات، أو الأعمال المكتبية، أو الرد على المكالمات. في كولورادو تقوم شركة بإعطاء الموظفين حاسبًا آليًّا للعمل من المنزل، ويوجد في هذه الشركة 4500 موظف يعملون من منازلهم في 45 ولاية، ولا يحضر أي من هؤلاء الموظفين إلى المكاتب، بل يعملون من المنزل، وهذه ثقافة جديدة يتحدث عنها رئيس الشركة قائلاً: (إن خلق هذه الثقافة يحتاج إلى تخطيط مسبق لمنع الفوضى التي قد تحدث من دون هذا التخطيط، ويتضمن هذا التخطيط التدريب، وتوفير وسائل الأمن والسلامة، وأن كل موظف يعمل يكون له إنتاج وإنجاز. وتبدأ مرحلة مثل هذه الثقافة من خلال حسن الاختيار أثناء التوظيف، وهنا يمر الموظفون بالعديد من الاختبارات، من ضمنها اختبار الشخصية، ويعمل في الولاياتالمتحدة فقط أكثر من 3 ملايين شخص من منزله، عدا الذين يعملون في أعمالهم الخاصة، وكثيرًا ما يحرص بعض أصحاب المشروعات الصغيرة على إطلاق أعمالهم من منازلهم، بدلاً من استئجار مواقع تجارية. وتشير الدراسات إلى أن نسبة الأعمال التي تعرض اليوم للعمل من المنزل قد زادت من 30% في عام 2007م، إلى 42% في عام 2008م، وهي في ارتفاع متواصل. وفي بعض المجتمعات التي قد يكون من الصعب للمرأة الخروج، ومزاولة الأعمال، نجد بأن العمل من المنزل يعتبر فرصة ثمينة خصوصًا لبعض الأسر التي تحتاج إلى مصدر رزق يساعدها على تغطية مصروفاتها الأساسية، ومن هنا نجد بأن رجال الأعمال وأصحاب المشروعات في حاجة إلى أن يفكروا جديًّا في هذا الأسلوب، وأن يعمدوا إلى إنجاز جزء من أعمالهم من خلال العمل من المنزل، وذلك وفق ضوابط معينة؛ ممّا يساهم في خفض التكلفة، وتوفير وسط مريح للبعض لإنجاز الأعمال. [email protected]