كل إنسان منّا يتمنى أن يكون مستقبله أفضل من ماضيه، وذلك في كافة مجالات حياته، سواء كانت الشخصية، أو العائلية، أو العملية، فهو يأمل أن يحقق ما عجز عنه، وما لم يتمكّن من تحقيقه، ولن تتحقق هذه الأمنيات دون تخطيط، وعمل، وإصرار، وقد وصلتني رسالة جميلة كان عنوانها هو (العزاء)، وكان نص الرسالة الآتي: (في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم، فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيس لمكان العمل، كُتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدّمكم ونموّكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك"! في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملك الموظفين الفضولُ لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقًا أمام تقدّمهم ونموّ شركتهم! بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن، وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن. وكلّما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأنّ شيئًا ما قد لامس أعماق روحه. لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل مَن ينظر إلى داخل الكفن، وبجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حدًّا لطموحاتك، ونموك في هذا العالم وهو أنت". حياتك لا تتغير عندما يتغير مديرك، أو يتغير أصدقاؤك، أو زوجتك، أو شركتك، أو مكان عملك، أو حالتك المادية. حياتك تتغير عندما تتغير أنت، وتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك! راقب شخصيتك وقدراتك، ولا تخف من الصعوبات والخسائر والأشياء التي تراها مستحيلة! كن رابحًا دائمًا! وضع حدودك على هذا الأساس. وعلى هذا الأساس تصنع الفرق في حياتك). انتهت الرسالة، وتأمّلت فيها فتذكرت قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فالقضية واضحة وكثيرًا ممّا يرد إلى أذهاننا، إنما هي أوهام تسعى إلى تأخيرنا، فنحن الذين نعيق أنفسنا عن التقدم، ولن يتغيّر حالنا، أو تتحسن أحوالنا، إلاّ إذا سعينا لتغيير أنفسنا. [email protected]