حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة العمل والغرف التجارية المسؤولة الأولى لنشر ثقافة العمل عن بُعد
«العمل عن بُعد» الخيار المجهول في منظومة عقود العمل
نشر في الرياض يوم 07 - 04 - 2011

اتجهت التقنيات الحديثة اتجاهات مختلفة لخدمة البشرية ، فصنعت من قوالبها التقنية عدداً من الخيارات التي تساهم في تيسير المعيشة ، وتقليل تكاليفها المادية والمعنوية ، فأثبتت نجاحاتها المختلفة ، وتفوقت على رغم مراهنة الجميع على فشلها ، والمصرفية الإلكترونية أكبر دليل على تفوق التقنيات في تسهيل تعاملات الأفراد والمؤسسات ، ورفع مستوى الجودة في مدخلات ومخرجات انظمتها المختلفة ، والتعليم الإلكتروني لقي اهتماماً متصاعداً من الجامعات في مختلف العالم ، وهيّئت لها الأجواء والإمكانيات لنجاحها وعقدت لها المؤتمرات ، وصنعت لها المحتوى الإلكتروني الذي يساهم في دعمها ، ليبقى السؤال الأهم في منظومة الحياة ، والتي تعتبر الأهم في مسيرة الفرد والمؤسسات والساعات الطوال التي يعيشها الإنسان بين جدران وظيفته «العمل عن بُعد» والمصير المجهول في اهتمام قياداته على مستوياتهم المختلفة وقطاعاتها المتنوعة العام والخاص ، من يعلق الجرس ، ومن المسؤول عن نجاحه ، وكيف يتم استثمار نقاط القوة ، وتعزيزها ، وتحسس مواطن الخلل والضعف وتلافيها ، العمل عن بعد قصة لم تبدأ بعد !!
العمل عن بعد
يعرف العمل عن بعد بأنه آلية من آليات الإنتاج الحديثة والتي لا تشترط التواجد فى مكان محدد على وجه الخصوص ، وقد تمتد إلى عدم التقيد بساعات محددة يلتزم فيها العامل. بل يتم الاتفاق فيها على المجهود بعقود متفق عليها سابقاً وعادة ما تكون شفوية ، ويتلزم الطرفان بها .
ويعتبر الإنترنت اليوم أحد أكبر أسواق العمل عن بعد، حيث يستطيع ربط شخصين في قطبي الكرة الأرضية دون التقيد بالزمان والمكان.
وتتبع عادة الاجور في العمل عن بعد النظام غير التقليدي في الراتب الشهري مثلا.. ولكن هناك طرق عديدة يتم الاتفاق عليها في العمل مثل حساب الاجر بالساعة أو الاجر اليومي أو الاجر بالمشروع كاملا وهكذا، فهذا الامر راجع للطرفين. ويمكن ان يطلب الشخص الذي يعمل عن بعد دفعة مقدمة أو كل المبلغ مقدما قبل بدء العمل.. كما يفضل البعض الاخر الدفع على مراحل حتى ينتهي العمل على المشروع، وهناك من يطلب المبلغ بعد انتهائه من المشروع.
وقد يلجأ البعض بتوقيع عقود لضمان حقوقهم أثناء العمل عن بعد وإن كانت غير رسمية، إلا أن هناك من لا يفضل العمل بعقود ويكتفي بقبول جزء من المبلغ قبل إتمام الشغل وجزء بعد اتمامه.
ويشير الدكتور صالح الرشيد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق بجامعة الدمام إلى أن تطور نظم المعلومات وأساليب الاتصال أدى إلى بزوغ فرص سانحة لحل العديد من المشاكل التي أصبحت تعاني منها معظم الدول حاليا، على سبيل المثال الازدحام المروري والتلوث البيئي وزيادة استهلاك الوقود، وبطالة قطاعات معينة في الاقتصاد، مثل النساء والمعاقين، وغيرها من المشاكل الأخرى. وتمثلت هذه الفرص في حدوث العديد من التغيرات الديناميكية على أساليب العمل المتبناة، نبعت تلك التغيرات في جانب كبير منها من خلال بزوغ أساليب ونظم متطورة لإدارة العمل عن بعد، حيث بدأ كثير من العاملين يرتبون اتفاقات مع أصحاب الأعمال، يقومون بمقتضاها بأداء مهام وظائفهم عن بعد أو من المنزل، بالشكل الذي يؤدي إلى توفير الوقت والجهد، وبخاصة الوقت الضائع في التنقل من خلال وسائل النقل من وإلى العمل. وأيضا يجنبهم التعرض للتلوث في الخارج.
ومن جهة أخرى أشار الدكتور محمد بن عبدالله النعيم وكيل عمادة التعاملات الإلكترونية والاتصالات للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود إلى أهم مجالات العمل عن البعد الحالية هي الصحافة والكتابة، وبرمجة الحاسب وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم والجرافيك، وتقديم الاستشارات عن بعد ، بمختلف اشكالها . وأضاف ان الانترنت هو اوسع سوق للعمل عن بعد حيث اضاف ابعادا ومزايا كثيرة لفكرة العمل عن بعد عما كانت عليه فى السابق.
ويعتقد الدكتور النعيم أنه من الممكن تبني وتطبيق نظام العمل عن بعد في بيئة الأعمال السعودية ، وأن تطبيق نظام العمل عن بعد بالمملكة سوف يكون له تأثيرات إيجابية واسعة سواء على مستوى المجتمع أو الشركات أو الأفراد.
ويرى المهندس غازي البدراني المستشار التقني أن العمل عن بعد هو مفهوم العمل خارج مقر العمل الأساسي بمختلف وسائل الاتصال ، في حين أن مصطلح عن بعد تركز بشكل حصري تقريبا على جانب التنقل ، والعمل عن بعد هو مصطلح المفهوم الأوسع الذي يشمل مجال الطب عن بعد والتعلم عن بعد ، والتجارة الإلكترونية وغيرها ، مع التركيز على أين وكيف ونحن نعمل في جو اليوم التكنولوجيا المتطورة . وأشار م.البدراني أن العمل عن بعد يساعد الموظفين على تحسين إدارة عملهم وحياتهم الشخصية. وحيث ان الإنتاجية هي نفسها أو أعلى والسبب هو حافز العمل عن بعد حيث يمثل مرونة للشخص العامل من منزله . وتطبيق العمل عن بعد يهدف للحد من التلوث من خلال الحد من التنقل ، وتأثيره على تحسين الإنتاجية بسبب الوضع النفسي للعامل للتنسيق بين عمله وبين وضعه الاجتماعي واعماله الخاصة. وأشار إلى ان العمل عن بعد يخدم ذوي الإعاقة أو الاشخاص غير القادرين على التواجد في مكان العمل سواء مؤقت او لفترة زمنية أطول .
آليات العمل عن بعد :
يرى الكثير من الباحثين أن العمل عن بعد يدار بطريقتين الأول عن طريق الإنترنت وهو غالبا يكون في الأعمال المكتبية وإداره الأعمال أو التعليم واي مجال يمكن ان يتم نقل المعلومات فيه عن طريق النت والطريق الثانية العمل بالمراسلة وهو للمنتجات والحرف اليدوية وأي شيء ملموس ويتم إرسال تعليمات العمل مع الخامات وعليك تسليمها في الوقت المحدد والجودة المطلوبة.
د.الرشيد: العمل عن بُعد سيحد من الازدحام المروري والتلوث البيئي وزيادة استهلاك الوقود
ويذكر أن هناك رجلا من شرق اسيا بدأ مصنع الملابس الخاص به عن طريق العمل عن بعد . حيث اتفق مع عدد من خياطات ووقع معهن عقد عمل واشترى لهن مكائن خياطة وكل فترة يعطي كل واحدة الخامات والكمية المطلوبة والتصميم وفي الموعد المحدد لابد ان تسلم كل واحدة أعمالها على الوجه المطلوب وتستلم حقها كاملا وهي في بيتها ثم يقوم هذا الرجل ببيعها في الخليج والشرق الأوسط وقد اصبح هذا الرجل من اصحاب الملايين في فتره قصيرة وبدأ بعدها بعمل مصنع خاص به ولكن مازال يتعامل بطريقة العمل عن بعد .
مزايا العمل عن بعد
يرى الباحث والمستشار في الموارد البشرية المدرب سعد بن محمد الحمودي أن هناك الكثير من المنافع التي يمكن لمثل هذا النظام أن يغذي البلد فيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر تفعيل طاقات معطلة في المجتمع، مثل بعض النساء والفتيات اللاتي جلسن في المنزل بسبب الزواج أو تربية الاطفال ومثل بعض ذوي الاحتياجات الخاصة فمثل تلك الحالات تعد طاقة معطلة وعند تطبيق نظام العمل عن بعد سيعيد تفعيل تلك الطاقات وجعلهم عناصر مؤثرة وفاعلة في الاقتصاد.
وأشارت الأخصائية فاطمة الغامدي مدربة تطوير الذات إلى العمل عن بعد يعود بالنفع على المرأة التي تقيم بمناطق بعيدة ، والتي لا تتوفر لديها سبل المواصلات .
وأوضحت الطالبة شهد المقرن من جامعة الملك سعود بالرياض أن في مجتمعنا بالذات في ظل عدم تمكن المرأة من قيادة السيارة يعتبر العمل عن بعد هو الحل الأمثل لاحترام خصوصية المرأة السعودية ، وأنه مناسب جداً للطالبات في استثمار أوقات فراغهن وإيجاد مصادر دخل لهن . والطريف أن العمل عن بعد سيساهم في تخفيض المصاريف في الأسرة حيث لا تحتاج المرأة لشراء ملابس الزينة وأدواتها لكي تخرج بها في كل صباح إلى العمل.
ويفصل الدكتور صالح الرشيد في منافع العمل عن بعد والتي تتمثل في الأطراف المرتبطة بأسلوب العمل عن بعد في ثلاثة أطراف رئيسية، هي المنشأة والموظف والدولة. فبالنسبة للشركات، تتمثل الميزة الجوهرية من تبني وتنفيذ أسلوب العمل عن بعد في تحسين إنتاجية الأفراد، حيث من المتوقع أن تزداد معدلات إنتاجية العاملين عن بعد، نظرا لتمتعهم بسمات الحرية في اختيار الوقت المناسب للعمل، والاستقلالية والمرونة، وغيرها من العناصر التي تسمح للفرد العامل بأن يحقق أفضل إنتاجية. فضلا عن أن فرق العمل بهذه الشركات غالبا ما تتميز بأنها أكثر نشاطاً، نتيجة انخفاض معدلات الزمن المنقضي في الانتقال من وإلى العمل. فضلا عن أنهم سوف يصبحون أكثر انتاجا، حيث انهم من المتوقع أن يصبحوا أكثر ولاءً وإخلاصاً وغالباً ما يستمرون لفترة أطول مع الشركة، مما يزيد من إنتاجيتهم.
كما تتمثل إحدى المنافع الهامة من تطبيق أسلوب العمل عن بعد في تقليل الوقت الذي يستغرقه الموظفون المتنقلون في تقديم التقارير عن العمل إلى المكتب المركزي، لاعتمادهم على وسائل اتصال حديثة. فضلا عن أن هذا الأسلوب عادة ما يؤدي إلى تخفيض عدد العاملين في مكتب واحد من موظفي الشركة، وتجنب حركات الانتقال الكبير إلى مبان جديدة أو مبان أكبر في المساحة والاتساع. إضافة إلى ذلك، يحقق هذا الأسلوب للمنشآت فرصا كبيرة للاحتفاظ بالموظفين المهرة، والذين قد يفكرون في ترك وظائفهم لعدم مناسبتها لأماكن إقامتهم.
أيضا، يقدم أسلوب العمل عن بعد للعديد من المنشآت وبخاصة التي تتعامل مع الجمهور، ميزة حقيقية أخرى، تتمثل في إمكانية توفير خدمات للعملاء في غير أوقات العمل الرسمية، وزيادة إمكانيات تواجد الشركات في أماكن تواجد العملاء. أيضا غالبا ما تسعى الشركات التي تطبق أسلوب العمل عن بعد إلى تحقيق الاستفادة القصوى من توظيف العمالة الأقل أجراً والأكثر استعداداً للعمل في مراكز ومواقع مختلفة، قد تكون بعيدة عن مقار هذه الشركات.
أما بالنسبة للعاملين، فإن تبني أسلوب العمل عن بعد يقلل من التنقل من وإلى العمل، بما يقود إلى توفير في الوقت والتكلفة وضغوط العمل. علاوة على ذلك، فإنه يحقق مرونة في أداء العديد من الوظائف التي يستطيع العامل أداءها بعد ترتيب عدد ساعات العمل طبقا لظروفه الشخصية. فضلا عن ذلك، يحقق تبني هذا الأسلوب للكثير من العاملين إمكانيات أكبر في التكيف مع العمل في ظل الظروف الجوية الصعبة، وأيضا في حالة تعطل خدمات ووسائل النقل بين المدن.
ويعزز الدكتور الرشيد منافع العمل عن بعد على مستوى الحكومات، حيث ان أسلوب العمل عن بعد يحقق لها بعدا اجتماعيا هاما، يتمثل في إمكانية خلق وتوظيف العاملين ذوي المهارات النادرة أو هؤلاء الذي يعانون من عجز جسدي أو أية إعاقة. كما يخلق هذا الأسلوب فرصا جديرة بالاهتمام لتشغيل النساء. فلا تزال قضية توظيف المرأة في بيئة صحية تسمح لها بأداء دورها ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه المنزل ورعاية الأطفال، تنال الاهتمام الكبير على المستوى العام. لذلك، فيعد أسلوب العمل عن بعد أحد الأساليب المبتكرة التي تضع إطارا مناسبا لعمل وتشغيل المرأة من المنزل، على الأقل بالشكل الذي يسمح لها بالعمل والحصول على أجر، وفى نفس الوقت عدم الإخلال بمسؤولياتها تجاه المنزل والأطفال.
أما الدكتور محمد النعيم فاستخدم مفردة «التطويع» والتي تعني الحصول على أفضل المهارات في سوق العمل كتحسين قدرة المنشأة على زيادة الإنتاجية من خلال انخفاض حالات ترك العمل بسبب المرض، وانخفاض مرات الغياب، والحصول على عدد ساعات عمل أكبر ، كما يعتقد .
وأوعز المهندس غازي البدراني إلى أن الأمن الوظيفي والمتمثل في عدم وضوح آليات ومرجعيات عقود العمل عن بعد يمثل عقبة كبيرة في تطبيق مثل هذه الأنظمة .
عقبات تطبيق العمل عن بعد في المملكة
عادة ما توجد مقاومة –قد تكون أحيانا شديدة- من العاملين في الشركة لهذا الأسلوب، سواء من موظفي الإدارات الدنيا أو الوسطى أو ربما من مدراء الإدارات العليا. وتزداد حدة هذه المقاومة عندما تتجه إدارة الشركة ناحية تبني الأسلوب الرسمي من العمل عن بعد. وتشير نتائج العديد من الدراسات السابقة إلى أن تلك المقاومة تتأتى بشدة من مديري الإدارات الوسطى، الذين قد تقع عليهم مهام الإشراف على العاملين عن بعد، وبخاصة كبار السن منهم الذين لم يعاصروا التطور في ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وتحتاج كافة هذه المعوقات إلى اهتمام وانتباه شديد من إدارة الشركة أو إدارة تنسيق البرنامج الجديد، لأنه إن لم يتم التعرف على هذه المعوقات، والسعي لوضع الحلول والأساليب اللازمة لمواجهتها والتغلب عليها، فقد تكون النتيجة سلبية للغاية لتطبيق البرنامج. بعض هذه الحلول تحتاج إلى نوع من التوعية والإعلام للقضاء على الشائعات المنتشرة ضد تطبيق البرنامج الجديد، والبعض الآخر قد يتطلب اتخاذ قائد من أفراد الإدارة العليا، يتبنى ويدافع عن البرنامج الجديد، ويسعى لإقناع العاملين ومدرائهم بمنافعه وفوائده ومزاياه لهم وللشركة.
ويرى الدكتور الرشيد أن أبرز تلك المعوقات انتشار الشائعات والمخاوف من نظام العمل عن بعد التقني المستخدم حيث عادة ما يصاحب تغيير الأنظمة الموجودة بالمنظمات انتشار الإشاعات وإثارة المخاوف لدى العاملين، على سبيل المثال فان النظام الجديد سوف يحرمهم من بعض المنافع أو المزايا التي يحصلون عليها في ظل النظام الحالي. ويمكن حلها بوجود قائد يمكن بسهولة أن يقضي على مثل هذه الشائعات ويزيل تلك المخاوف من خلال فتح باب الحوار والنقاش مع أولئك العاملين بهدف توضيح ماهية البرنامج الجديد، وشرح وإبراز مدى الفوائد التي يمكن أن تعود على العاملين من جراء تنفيذه.
ويعتقد أن عدم رؤية العاملين يعتبر من عوائق العمل عن بعد وعدم القدرة على رقابتهم وتقييمهم حيث يقاوم كثير من المديرين التقليديين أسلوب العمل عن بعد من خلال افتراضهم أن هذا الأسلوب يهدد نظام الإدارة التقليدية للعاملين في المنشأة، بل انه فى ظل هذا النظام لن يكون هناك عاملون بالمنظمة، ومن ثم فلا يمكن الرقابة عليهم ولا يمكن تقييم نتائجهم، وبالتالي فسوف تعم الفوضى وينتشر التسيب وعدم الالتزام. ومن أبرز معوقات العمل عن بعد أزمات اختراق امن وسرية المعلومات والبيانات للمنظمة حيث تشكل سرية وأمن المعلومات أحد المعوقات الرئيسية التي تواجه تبني وتنفيذ أسلوب العمل عن بعد، وبخاصة في المنشآت التي تزداد فيها مدى أهمية الحفاظ على السرية أو ربما يكون عامل السرية عاملا إلزاميا نتيجة لطبيعة النشاط. فعلى سبيل المثال، غالبا ما تسعى الهيئات والمؤسسات المالية والدخول في كافة الدول على الحفاظ على درجات كبيرة من السرية للملفات الخاصة بها، وكذلك بالنسبة لمؤسسات السمسرة أو توظيف الأموال التي تتعامل في البورصات أو المضاربة. هنا ربما تتحمل المنظمة تكاليف باهظة - قد تصل لتصفيتها تماما- نتيجة احتمالات تفشى تلك المعلومات من خلال تطبيق خيارات العمل عن بعد.
أما الدكتور النعيم يرى أن أبرز معوقات العمل عن بعد تبرز في حاجة بعض الأنشطة لتواجد الموظف في مكان العمل ومقابلته وجها لوجه مع العملاء ، وصعوبة توافر معدات الاتصال اللازمة لتطبيق العمل عن بعد في بعض المناطق النائية ، وفقدان هوية المنشأة وعدم قدرة الإدارة التقليدية للعاملين بأسلوب العمل عن بعد .
أما الطالبة شهد المقرن تجد أن عدم معرفة استخدام التكنولوجيا ونقص الكوادر التعليمية بالوسائل التكنولوجية وعدم وجود التشريعات والأنظمة التي تحفظ حقوق الموظفة كعقد العمل وضوابطه، وحقوق العاملة كالإجازات ونهاية الخدمة والترقيات والعلاوات وغيرها، وأوقات العمل المحددة والعمل الإضافي، والمستحقات المالية والتدريب، يضاف إلى المعوقات متطلبات البنية التحتية والمعدات والتكاليف اللازمة لتوفيرها·تعتبر من أبرز العقبات في منهجية العمل عن بعد.
حلول داعمة للعمل عن بعد
وهنا يقول الدكتور الرشيد «ان على القائد أن يقوم بالرد بأن الفلسفة الحديثة للإدارة تقوم على التركيز على النتائج وليس الحضور والانصراف. فعدم رؤية الإدارة للعاملين لا يمكن أن يتم من خلالها الحكم على أدائهم بأنه سيكون ضعيفا، بل على العكس في كثير من الأحيان تقدم فرق العمل عن بعد إنتاجية أفضل للمنظمة عن موظفيها المتواجدين بالمقر الرئيسي».
وبين الدكتور النعيم أن تعزيز العمل عن بعد مطلب وطالب بدعم من الحكومة ممثلة بوزارة العمل بتجهيز أنظمة وآليات لتحفيز مثل هذا النوع من الأنظمة من خلال دعمها بتطبيقات وتقنيات حديثة وذكر أن تصنيف الأعمال إلى تصنيفات يمكن على أساسها اختيار ما هو مناسب للعمل عن بعد يساهم بشكل واضح في توضيح أساسيات العمل عن بعد كأعمال المحاسبة وبرمجة الحاسب يمكن أن تكون عن بعد وهكذا وبين أن اعتماد التجارة الالكترونية وتقوية بيئتها وأمنها ودعم الحكومات الإلكترونية واعتماد التعاملات الالكترونية داخل الهيئات والمنظمات المختلفة من خلال خطة إستراتيجية لإدارة التغيير سيسهم بشكل واضح في نشر ثقافة العمل عن بعد.
وترى الأخصائية النفسية فاطمة الغامدي أن توفر تقنيات الاتصال والأدوات اللازمة للشخص العامل والإلمام بطبيعة العمل عن بعد وفوائده وانتاجيته وحفظ حقوق العاملين بهذه المهنة سيعزز من اقبال المرأة على مثل هذا النوع من العمل حيث يتناسب مع أعمال التحرير والتصميم والادارة والتنسيق والاشراف الفني والتقني . ويشير المستشار سعد الحمودي إلى أن هناك العديد من الجهات التي من الواجب ان تتكاتف وتتكامل وتتعاون لنشر هذه الثقافة وزيادة الوعي بها كوزارة التعليم العالي من خلال الجامعات ووزارة العمل وصندوق الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ووزارة التجارة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والشركات الكبيرة القادرة على تخصيص وابتكار وحدات ووظائف يطبق عليها هذا النظام ويقول : «كل تلك الجهات يقع على عاتقها تولي زمام الأمور فيما يتعلق بنشر الوعي ومنهجة تطبيق هذا النظام».
وتشير الطالبة شهد المقرن إلى أن القطاع الخاص يجب أن يساهم بشكل واضح في دعم هذا التوجه كالشركات التي تعمل في مجال الخدمات والمكاتب الاستشارية والسياحية والعقارية، والإعلام الجديد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.