تعد الدكتورة ندى محمد جميل برنجي أول سعودية تخصص في اللغة الفرنسية، حيث حصلت على درجة الماجستير في العام 1984م، والدكتوراه في عام 1992م، ونظرًا لتميزها في إثراء ونشر اللغة الفرنسية فقد منحتها الحكومة الفرنسية مؤخرًا وسام السعفة الأكاديمية برتبة فارس، حيث ساهمت الدكتورة ندى على مدى 27 عامًا في نشر تعاليم الدين الإسلامي والثقافة العربية باللغة الفرنسية عبر الأثير من خلال إذاعة جدة، لتحصد جملة من الجوائز من أهمها جائزة الأداء المتميز لموسم الحج للعام 1427ه، نظير عملها مطوفة بالمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا وتوليها ترجمة بعض التقارير والكتيبات والملصقات والوثائق والمطويات الخاصة بمؤسسة حجاج تركيا إلى اللغة الفرنسية، كما شاركت في الوفد الشعبي الثقافي الذي رافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارته لفرنسا، بجانب مشاركتها في الوفد المرافق لوزير التعليم العالي لتوقيع اتفاقيات التعاون بين الجامعات السعودية والفرنسية، وترجمة كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر للحجاج. دعوة للاهتمام بالفرنسية ندى تحدثت ل»الأربعاء» حول تجربتها مع اللغة الفرنسية، والمعوقات التي واجهت هذه اللغة في المناهج السعودية، حيث استهلت الحديث بقولها: كانت اللغة الفرنسية في فترة من الفترات تدرس بمدارس المملكة في المرحلة الثانوية، ولكن نتيجة لشكوى البعض من دخولها ضمن المنهج الدراسي تم إلغاؤها من التعليم العام، مما جعل المجتمع السعودي يبتعد عن دراسة اللغة الفرنسية والتركيز على اللغة الإنجليزية، وفي ذلك الوقت كان عدد الحاصلين على تخصص اللغة الفرنسية قليلا جدًّا، وقد دفعني حبي للغة الفرنسية إلى مواصلة الدراسات العليا في كلية الألسن بالقاهرة، فكنت أول سعودية تحصل على الماجستير في ذلك التخصص عام 1984م وقد حصلت على الدكتوراه عام 1992، ولا ننسى أن جامعة الملك عبدالعزيز كان لها التميز في إنشاء أول قسم للغة الفرنسية في عام 1409ه، وعند بداية عملي بقسم اللغة الفرنسية بالجامعة كانت تدرس اللغة الفرنسية كلغة ثانية بالجامعة، وخلال دراستي للغة الفرنسية وإكمال دراستي العليا واجهتني بعض الصعاب منها عدم توفر الكتب الأساسية مما كان يستدعي السفر للخارج وذلك لعد توفرها كالوقت الراهن مع وجود المواقع الإلكترونية التي تحوي بعض الكتب المختصة، إضافة إلى إمكانية الحصول على الكتب بكل يسر وسهولة، وهذا ما ظللت أكرره دائما على مسامع طالباتي وكيف كان وضعنا في السابق والآن من أجل الحصول على معلومة ثقافية، ولهذا أناشد المسؤولين في إعادة تدريس اللغة الفرنسية في مراحل الدراسة حتى لو المرحلة الثانوية لأنه تم إيقافه على حد علمي في عام 1974م وإلى الآن رغم وجود وسائل الاتصالات وانفتاح العالم على بعضة بحيث أصبح حجرة صغيرة، لهذا علينا إدراجه في مناهج التعليم كلغة ثانية بعد اللغة الانجليزية خاصة أن علاقات المملكة مع فرنسا علاقات قوية تمتد منذ نشأة المملكة العربية السعودية، لهذا أدعو إلى نشر تعلم اللغات مع الحفاظ على هويتنا وديننا كي نكون حلقة وصل بين الثقافات وكي نري الغرب الصورة المشرفة والمشرقة من حضارتنا وهويتنا الإسلامية.. كما أشير هنا إلى بعض المعوقات التي يتعرض لها خريجو قسم اللغة الفرنسية وهي عدم قدرتهم على إكمال البعض مواصلة تعليمهم العالي بالخارج لعدم توفر التخصص، إذ لجأ بعضهم إلى دراسة تخصصات أخرى، فلابد للتعليم العالي من إتاحة المجال أمام الطلبة لإكمال دراساتهم العليا، ولا أنسى دور إذاعة جدة التي دعمت الخريجين حيث أتاحت لهم الفرصة بتقديم البرامج الدينية والثقافية باللغة الفرنسية. أدب مؤثر وتستطرد ندى في حديثها متناولة أثر الأدب الفرنسي على الأدب العالمي عمومًا والسعودي خصوصًا بقولها: الأدب الفرنسي عبارة عن تاريخ منذ العصور الوسطى، وقد أثرى آداب الأمم فهو من أكثر الآداب تأثيرًا على كثير من كُتاب أوروبا إذ يتضمن أعمالًا رائعة لعدد من الشعراء والكتاب أمثال بيير دو وعُرف موليير المعروف بأنه أشهر كتاب الملهاة في المسرحية الفرنسية، وعند مقارنته بالأدب السعودي نجد أن الأدب السعودي يرتبط ارتباطًا وثيقا بالدولة السعودية واتجاهاته في البداية نحو الإصلاح وينقسم إلى عدة اتجاهات منها مرحلة النشأة ومرحلة التجديد ومرحلة الحداثة وكان لأدبائنا في مرحلة النشأة تأثر كبير بالأدب الفرنسي، وبعد ذلك بدأ الأدب السعودي يخطو خطوات نحو النقد وبرز لدينا في الأدب السعودي أسماء كبيره لامعة. وتختم برنجي حديثها بالإشارة إلى أنها تركز حاليًا على إنجاز ديوان شعري باللغة الفرنسية وآخر باللغة العربية، إضافة إلى استكمال بعض أبحاثها من أجل الحصول على مرتبة أستاذ مشارك.