نادى خبراء ومتحدثون في قطاع الطيران المدني بضرورة العمل على تخفيض الضرائب التي تدفعها شركات الطيران والتي تصل إلى 50 % من تكاليف الرحلات الجوية خاصة أن الالتزامات التي تتكبدها شركات الطيران تحد من تطويرها وتحسين خدماتها، مشيرين إلى أن تطوير قطاع الطيران بنسبة 1 % كفيل بأن يوفر وظائف لأكثر من 15 مليون شخص حول العالم. وشددوا أمس خلال الجلسات العلمية المصاحبة للمؤتمر الدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية على ضرورة تعاون الحكومات مع شركات الطيران لتحقيق استدامة هذه الصناعة والحد من انهيار الشركات، بل توجيهها إلى اتخاذ إجراءات أفضل كالاندماج وعقد الشراكات. ودشن الأمير فهد بن عبد الله آل سعود رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أمس السبت فعاليات المؤتمر الذي يستمر إلى يوم الأربعاء وتستضيفه المملكة بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) بفندق هيلتون جدة. وقال الامير ان المؤتمر يمثل أحد أهم المؤتمرات التي ترعاها «الإيكاو» بصفتها الحاضن الأكبر لقضايا الطيران المدني على مستوى العالم، مضيفا أن من المنتظر أن يحقق المؤتمر الكثير مما نصبو إليه من غايات لبناء علاقات أعمق بين دولنا في مجال وتبادل الخبرات ونقل التجارب واستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية التي ستخرج باتفاقيات سيُشّكل في مجموعه قيمة مضافة إلى صناعة النقل الجوي تستفيد منها شعوب وحكومات الدول المشاركة. وأشار سموه الى أن صناعة النقل الجوي تزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم، وتلعب دوراً رئيساً في اقتصاديات الدول، وتؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى إليه كافة الدول لشعوبها، لافتاً الى أن هذه الصناعة لا يمكن أن تؤدي دورها على النحو المنشود إلا بتعاون الجميع سعياً إلى تطوير أداء هذا النشاط الإنساني المهم خاصة في مجالات الأمن والسلامة وحماية البيئة وتجويد الخدمات والأخذ بالتطورات والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران.واوضح سموه أن المملكة العربية السعودية أضحت داعمة لمساعي «الإيكاو» وجهودها في مختلف مجالات الطيران المدني، مؤكداً على مواصلة ذلك الدعم في الحاضر والمستقبل -إن شاء الله-، واضاف سموه أن جهود المملكة على المستوى الدولي جاءت في خطٍ موازٍ مع جهودها لتطوير قطاع الطيران المدني في الداخل، حيث لم تكتف بإنشاء بنية أساسية متينة تتمثل في شبكة مطارات تضم (27) مطاراً وأنظمة ملاحية وأمنية حديثة، بل حرصت أيضًا على مواكبة التطورات التي تشهدها صناعة الطيران المدني العالمي سواء على المستوى التكنولوجي أو على المستوى الاقتصادي. وأشار الامير إلى أن الطيران المدني في المنطقة العربية يتمتع بمقومات وآفاق وفرص كبيرة مهيأة للنمو ومن بين تلك المقومات عدد السكان الذي يصل لنحو 350 مليون نسمة، بجانب، اقتصاد يتميز بالاستقرار، وتوفر أساطيل جوية تُعد من بين الأحدث في العالم، وتميز حجم الحركة الجوية في المنطقة بسرعة النمو في اتساع المجال الجوي، كل ذلك يؤكد أن سوق الطيران المدني في المنطقة العربية يعد سوقًا واعدة.من جانبه أوضح توم وندموللر نائب رئيس الأياتا الأعضاء والعلاقات الحكومية أن حجم الضرائب الذي تتكبده شركات الطيران حول العالم قللت من نمو الشركات وأعاقت تحسن أداء بعضها، مشيرًا إلى أن كبريات شركات الطيران حول العالم قد تضاعفت مرات ومرات في حجم الأسطول وعدد الركاب خلال العقدين الأخيرين، إلا أن التطور ليس بالشكل الذي ترسمه الشركات. وأضاف وندموللر أن الطيران المدني هو نشاط اقتصادي ولا بد من أن تعمل الحكومات مع الشركات في سبيل تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية في هذا القطاع، بالإضافة إلى المساهمة في توفير قسط وافر من إجمالي الدخل القومي العالمي، مشيرًا إلى أن التمكن من تحسين المساهمة في الدخل الإجمالي يعني توفير ملايين الوظائف الجديدة، مبينًا أن تحسن بنسبة 1 بالمئة في قطاع الطيران من شأنه أن يوفر 15 مليون وظيفة حول العالم. وأكد وندموللر أن الضرائب تؤرق صناعة الطيران والتي تصل إلى 50%، وحول إمكانية خفض الضرائب التي ضربت قطاع الضرائب، قال: إن التخفيض ينفع الشركات وينفع المسافرين، والطيران ستكون فرصته أفضل في تحسين الدخل والظروف الاجتماعية». من جانبه أوضح نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور فيصل بن حمد الصقير ان لقاء صنّاع قرار الطيران المدني العالمي وهم يجتمعون في موقع واحد لهو محط أنظار المهتمين بهذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم إذ يتطلعون إلى ما ستفضي عنه هذه الاجتماعات من اتفاقيات ثنائية أو اتفاقيات متعددة الأطراف، مما يبعث الأمل في تجديد حركة الاقتصاد والنمو التي تباطأت في الآونة الأخيرة. بعد ذلك أكد رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو) السيد كوبيه غونزاليز في كلمة (الايكاو) ان هذا المؤتمر يكتسب اهمية فيما ينتج عنه من اتفاقيات ثنائية الاطراف بين الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني التي تشجع هذا النوع من الحراك والتقدم في خلق فرص وآفاق من التعاون بين الدول مما ينجم عنه زيادة الرحلات الجوية بين الدول.