رعى الأمير فهد بن عبد الله آل سعود رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، اليوم السبت، الافتتاح الرسمي للمؤتمر الدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية (ICAN2012)، الذي تستضيفه المملكة لأول مرة وتنظمه المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني وذلك في فندق الهيلتون بجدة. وقال الأمير خلال كلمته: "باسم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وانه لمن دواعي سرورنا أن ينعقد هذا المؤتمر على أرض المملكة العربية السعودية وفي ضيافة الهيئة العامة للطيران المدني، إذ يمثل أحد أهم المؤتمرات التي ترعاها الإيكاو بصفتها الحاضن الأكبر لقضايا الطيران المدني على مستوى المعالم، ولذلك فإننا هنا نحيي منظمتنا الأم ونشكر القائمين عليها لحرصهم على عقد هذا اللقاء سنويا في دول مختلفة، إذ حقق نجاحات مشهودة وإقبالا مطرداً.. فسرعان ما تضاعف عدد المشاركين فيه عاماً بعد عام ليزيد اليوم على سبعين دولة. ومضى قائلا إنه من المنتظر أن يحقق الكثير مما نصبو إليه من غايات لبناء علاقات أعمق بين دولنا في مجال وتبادل الخبرات ونقل التجارب واستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية وهي كلها أمور أصبحت اليوم ضرورية ليس فقط لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي، بل أيضا لمواكبة النمو المتسارع في الطلب على الحركة الجوية.. ولذلك فإننا نعتقد بأن ما سيتمخض عن هذا المؤتمر من اتفاقيات سيُشكّل في مجموعه قيمة مضافة إلى صناعة النقل الجوي تستفيد منها شعوب وحكومات الدول المشاركة. وأشار إلى أن صناعة النقل الجوي صناعة حيوية تزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم وتلعب دوراً رئيساً في اقتصادات الدول، وهي تؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى إليه كافة الدول لشعوبها.. وأن هذه الصناعة لا يمكن أن تؤدي دورها على النحو المنشود إلا بتعاوننا جميعاً وسعينا إلى تطوير أداء هذا النشاط الإنساني المهم، خاصة في مجالات الأمن والسلامة وحماية البيئة وتجويد الخدمات والأخذ بالتطورات والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران. وأوضح أن الإيكاو هي المنظمة التي تقود مسيرة الطيران المدني في العالم، وهي المظلة الدولية التي تلجأ إليها الدول، لذلك فإن تعاوننا ينبغي أن يأتي في إطار تلك المنظمة العالمية فضلاً عن الأطر الثنائية والمتعددة الأطراف حفاظاً على انتظام واستدامة ونمو الطيران المدني الدولي، ومن هذا المنطلق ظلت المملكة العربية السعودية داعمة لمساعي الإيكاو وجهودها في مختلف مجالات الطيران المدني، واليوم نؤكد أيضاً أننا سوف نواصل ذلك الدعم في الحاضر والمستقبل إن شاء الله. وأضاف أن جهود المملكة على المستوى الدولي جاءت في خطٍ موازٍ مع جهودها لتطوير قطاع الطيران المدني في الداخل، حيث لم تكتف بإنشاء بنية أساسية متينة تتمثل في شبكة مطارات تضم (27) مطاراً وأنظمة ملاحية وأمنية حديثة، بل حرصت أيضا على مواكبة التطورات التي تشهدها صناعة الطيران المدني العالمي سواء على المستوى التكنولوجي أو على المستوى الاقتصادي وعليه تبنت حكومة المملكة خططاً استراتيجية من شأنها العمل وفق أسس ومعايير تجارية، بهدف تحرير قطاع الطيران بالمملكة وتطويره مع العناية بتحسين مستوى الخدمات للمستفيدين كافة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي المالي، وقد انطوت تلك الخطط على تفعيل دور القطاع الخاص وإتاحة الفرص الاستثمارية له في مشاريع الإنشاء والتطوير والتشغيل والصيانة.. وبناءً على ذلك عمدت الهيئة على تنفيذ العديد من المشاريع بأساليب الشراكة الإستراتيجية مع القطاع الخاص. وأكد أن الطيران المدني في المنطقة العربية يتمتع بمقومات وأفاق وفرص كبيرة مهيأة للنمو ومن بين تلك المقومات: عدد سكان الذى يصل لنحو 350 مليون نسمة، واقتصاد يتميز بالاستقرار، وتوافر أساطيل جوية تُعد من بين الأحدث في العالم، وتميز حجم الحركة الجوية في المنطقة بسرعة النمو، واتساع المجال الجوي، وكل ذلك يجعلنا نؤكد أن سوق الطيران المدني في المنطقة العربية يعد سوقاً واعداً. من جانبه، قال الدكتور فيصل بن حمد الصقير نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني: "إنه لمن دواعي سرورنا واعتزازنا أن تستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر الدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية الذي يقام تحت إشراف الايكاو وبرعايةٍ من الأمير فهد بن عبدالله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني. وأضاف الصقير: "إن لقاء صُناع قرار الطيران المدني العالمي في موقعٍ واحدٍ لهو محط أنظار المهتمين بهذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم إذ يتطلعون إلى ما ستفضي عنه هذه الاجتماعات من اتفاقياتٍ ثنائية أو اتفاقياتٍ متعددة الأطراف كباعثٍ للأمل في تجديد حركة الاقتصاد والنمو التي تباطأت في الآونة الأخيرة ، إذ ندرك جميعاً أن صناعة النقل الجوي تعد أحد المحركات الرئيسة في دعم قطاع التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم". من جانبه، قال كوبيه جونزاليز رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) كلمة الإيكاو، ان هذا المؤتمر يكتسب أهمية فيما ينتج عنه من اتفاقيات ثنائية الاطراف بين الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني التي تشجع هذا النوع من الحراك والتقدم في خلق فرص وافاق من التعاون بين الدول، مما ينجم عنه زيادة الرحلات الجوية بين الدول مع التركيز على تحسن الخدمات الجوية وتأمين السلامة الجوية لمستخدمي هذه الرحلات وطالب كوبيه بإقامة شركات رغم صعوبتها إلا أنه يجب التركيز على الأداء والنمو وتطوير المعلومات والاستفادة من التقنية، متوقعاً في الوقت نفسه أن يتضاعف الطلب على الطيران المدني مرتين خلال العقدين القادمين وهو ما يتطلب التعاون الجاد في مثل هذه المؤتمرات، اذ يقاس نجاح اجتماعات الإيكاو بما ينتج عنها ولا تقاس بعدد الحضور. وأشار الى ان عديداً من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران يشاركون اليوم في فعاليات هذا المؤتمر الذي تستضيفه المملكة في وقتٍ يشهد فيه الاقتصاد ضغطاً كبيراً مما يؤثر في الجانب الاجتماعي وهذا يتطلب منا العمل خلال عشر سنوات لرفع كفاءة الطيران المدني والارتقاء بهذه الصناعة من خلال فتح الاسواق وإقامة شركات واسعة بين الدول للكشف عن أسواق جديدة تسهم في تنمية حركة الطيران فيها، إلا أن الأمر المهم هو التركيز على عامل السلامة. وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر ندوة حول سياسة النقل الجوي الدولي، والتي استعرض فيها المتحدثون التحديات والتوجهات العالمية لسياسة النقل الجوي الدولي والدور والرؤية والخطة المستقبلية للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، إضافة إلى استعراض التوقعات المستقبلية لصناعة الطيران المدني. ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر بوبكر دجيو مدير مجلس النقل الجوي بالمنظمة الدولية للطيران المدني، وعبد الوهاب تفاحة أمين عام المنظمة العربية للنقل الجوي، وتوم وندوموللر نائب رئيس "الآياتا" لشئون الأعضاء والعلاقات الحكومية، وكلاوس جيل رئيس قسم سياسة الطيران الخارجي بالاتحاد الأوروبي. ويشارك في المؤتمر الذي يعقد لأول مرة في المملكة وتستمر فعالياته لمدة خمسة أيام رئيس المنظمة الدولية للدولية للطيران وعدد من رؤساء سلطات الطيران المدني في العالم وعدد من الخبراء في صناعة النقل الجوي.