" أنا مواطِنٌ، وأبٌ لسبعة أطفال، ولا أملكُ منزلاً، عِلماً بأنني تقدمتُ لصُندوق التنمية العقارية، منذُ عشرِ سنواتٍ تقريبا، وما زال أمامي حواليْ مائة ألف مواطن، في محافظة جدة فحسْب، وتقدمتُ إلى البنك السعودي الفرنسي، للحصول على قرض عقاري، فوافق على إقراضي أربعمائة وسبعين ألف ريال، على أن يتم تسديدها على ثلاث عَشْرَةَ سَنة، بِرِبْح 4،7% في العام، فَلَمْ أوافِقْ لعدم قُدْرتي على تحمُّل تلك الفوائد". بهذه السطور قدّم المواطن خالد الجازاني نَفْسَه، في رسالة تلقيتُها منهُ على بريدي الإلكتروني، مقترحاً " زيادة الأقساط الشهرية، على المقترضين من صُندوق التنمية العقارية، الذينَ يقومون ببناء عمائر سكنية، ومحلات تجارية، بحيثُ لا يَقِلُّ القِسْطُ الواحدُ عن خمسين ألفَ ريالٍ سنويا، إذا قامَ ببناء عِمَارَةٍ للاستثمار، وليس للسَّكن، مما يُعْطي المجالَ لأكثر عدد من المقترضين". كما اقترحَ " زيادة قيمة قسط القرض العقاري، لِمَنْ يبنون وِحْدات سكنية فردية (فلل، شُقَق) للسكن العائلي، من 20 ألف ريال في العام، إلى 25 ألف ريال، وبذلك يكون إجماليُّ سنواتِ الأَقْسَاط، عشرينَ سنةً فقط، على أن يتم إقناعُ البنوك السعودية، بإقراض المواطنين قروضاً عقاريةً، بنسبة أرباح معقولةٍ جِدّاً، بحيثُ يكونُ القرضُ من 15% إلى 20% من إجمالي المَبْلغ". ورأى " تفعيل فَرْضَ غرامات، أو زكاة، أو ضرائبَ على الأراضي البيضاء، داخل العمران، على أنْ تُحَال تلك المبالِغُ إلى صُندوق التنمية العقارية، وليس لمصلحة الزكاة والدخل، أو مؤسسة النقد العربي السعودي". نَشَرْتُ الاقتراحَ ولا أدري مَنْ الجهة التي بوسعها أنْ تدرسَه، أصُنْدُوقُ التنمية العقارية ؟ أم البنوكُ التجارية ؟ أم وِزارة الإسكان ؟ وكل ما أعرفه أنّ السكنَ للمواطن، مَوَاجِعُ لعدد غير يسير من أفراد المجتمع السعودي، الذين ليسوا من صانعي القرار، ولكنْ بوسعهم المشاركةُ فيه، بالآراء، والأفكار، والمقترحات، وما بَرِحَتْ قضيةُ السكن، تستوجب الارتقاء إلى مستوى طموحات الإنسان السعودي،وأهدافه، التي يجب السعيُ إليها بكل التزام، وحشْدُ كل الإمكانيات من أجل بلوغها، وأيا كانت الآراء، والأفكار، والمقترحات،فالمطلوب الاستفادة من تجارب المجتمعات، وخبراتها، ومعارفها في قضية السكن، والإسراع في وضع حلول ناجعةٍ وناجزةٍ، ولا تنسوْا أنّ السكن صَمّامُ أمان، ومِن ثَمّ فمن الحكمة ألا يظل الناس بلا سكنٍ مناسِب، من أجل أمان اجتماعي، ومكاني، وإنساني. [email protected]