اندلعت مساء أمس، مواجهات بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه أمام قصر الرئاسة بالقاهرة، قبل أن تتدخل شرطة مكافحة الشغب لفض الاشتباك. وترددت أنباء عن مقتل اثنين وإصابة العشرات. وحملت المعارضة المصرية، الرئيس مرسي «المسؤولية الكاملة» عن هذه المواجهات، مشيرة إلى أن نظامه يفقد شرعيته يوما بعد يوم. وقبل ذلك، اقترح نائب الرئيس المصري محمود مكي فتح حوار بشأن المواد المختلف عليها في مسودة الدستور، وقال إنه يتوقع حدوث انفراج وشيك للأزمة. وقال إنه على ثقة تامة من تحقيق انفراج في الأزمة إن لم يكن في غضون الساعات القادمة فسيكون في الأيام القليلة القادمة. إلى ذلك، قالت مصادر رئاسية إن ثلاثة من أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس مرسي استقالوا.وقدم سيف الدين عبد الفتاح وأيمن الصياد وعمرو الليثي استقالاتهم مما يرفع الى ستة عدد أعضاء الطاقم الرئاسي الذين استقالوا بسبب أزمة الاعلان الدستوري. يأتي ذلك، فيما قال محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية واحد اقطاب «جبهة الانقاذ الوطني» المعارضة في مؤتمر صحافي مشترك مع كل من حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة وعمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية إن الرئيس المصري يتحمل «المسؤولية الكاملة» عن العنف، مشيرا الى ان النظام «يفقد شرعيته يوما بعد يوم». وأكد البرادعي مع ذلك استعداد المعارضة للحوار في حال ألغى مرسي الاعلان الدستوري واجل الاستفتاء على مشروع الدستور. ودعا الرئيس مرسي الى الاستماع الى صوت الشعب «الذي قال كلمته واضحة وقوية»، مؤكدا انه لا شرعية مع اقصاء غالبية الشعب والسماح لجماعة بالهيمنة على الشعب المصري، في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين. واضاف ان هذا التصرف «يمكن ان يؤدي بنا الى العنف وماهو اسوا». من جانبه، قال عمرو موسى رئيس حزب «المؤتمر» إن كان هناك فرصة طويلة لأسابيع للتعامل مع المواد التي عليها اختلاف للوصول لتوافق بشأنها، ومع ذلك نحن على استعداد لحوار جاد يقوم على أسس محددة وأولها سحب الإعلان الدستوري، والتعامل بجدية مع الشعب في الاطلاع على الدستور ويرسل تعديلاته. وأكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس، وأنه إذا كانت هناك أيدي مرتعشة فالفشل هو النتيجة إما يد واحدة أو الفشل. أما مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي فقال إن ما يحدث أمام قصر الاتحادية، يمكن أن يدفع مصر للاقتتال الأهلي، وأن الدماء التي تسال تفقد مرسي أخلاقيًا أي شرعية كرئيس للجمهورية، لأنه تبرأ من مسئوليته. وأضاف: سنواصل النضال حتى إسقاط الإعلان الرئاسي. ودخلت المواجهات بين أنصار الرئيس المصري ومعارضيه منعطفاً خطيراً، بعد أن احتشد عدد كبير من التيارات الإسلامية أمس أمام القوى الليبرالية والمدنية المعتصمة أمام القصر الجمهوري منذ أمس الأول الثلاثاء. وكانت جماعة الإخوان المسلمين أصدرت أوامر بالاحتشاد أمام القصر لتأييد الرئيس والإعلان الدستوري، فيما تجمع المئات من المتظاهرين في مواجهتهم على الجانب الآخر من القصر. وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم المرشد»، « باطل باطل مرسى باطل»، فى المقابل هتف مؤيدو الرئيس «الشعب يؤيد قرارات الرئيس»، و»قوة وعزيمة وإيمان مرسى بيضرب في المليان». وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة بعد إزالة الحواجز التي كانت تفصل بينهما، وسط تفوق واضح لمؤيدي الرئيس.