انطلقت أمس مسيرة «الإنذار الأخير» ضمت الآلاف من أنصار القوى المدنية، يقودها اثنان من المرشحين السابقين للرئاسة المصرية هما عمرو موسى وحمدين صباحي، ومعهما محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور، إلى القصر الرئاسي في مليونية ضد الرئيس «مرسي» رافضين الاستفتاء على الدستور الجديد الذي دعا إليه الرئيس يوم 15 ديسمبر الجاري. فيما واصل المعتصمون بميدان التحرير اعتصامهم لليوم الثالث عشر على التوالي منذ الجمعة قبل الماضية لحين إلغاء الإعلان الدستوري، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور في حين جرى طرح عدد من المبادرات لإنهاء الأزمة السياسية. بينما احتشدت قوات الأمن المركزي بالتعاون مع القوات المسلحة حول محيط قصر الاتحادية وأقامت سياجًا من الأسلاك الشائكة حول القصر من كل جوانبه في إجراء احترازي، بعد أن بدأت آلاف الجماهير تزحف منذ الصباح الباكر نحو القصر، وقامت قوات الأمن بفرض «كردون أمني» أمام بوابة نادي هليوبوليس المواجه لقصر الاتحادية كما قامت بنصب الأسلاك الشائكة لمنع المتظاهرين من الاقتراب من محيط القصر. وعاشت مصر أمس الثلاثاء بدون عناوين صحفية، بسبب احتجاب 11 صحيفة حزبية ومستقلة، في محاولة للضغط على الرئيس محمد مرسي للتراجع عن قراره وسحب الإعلان الدستوري، وإضافة مواد بمشروع الدستور تمنع حبس الصحفيين في جرائم النشر. والعناوين الصحافية تضيف زخمًا يوميًا للحياة السياسية في مصر في ظل الظروف التي تعيشها البلاد حاليًا. وذكرت الصحف المصرية المحتجبة وعددها 11 صحيفة أهمها «المصري اليوم» و»اليوم السابع» و»الوطن» و»الشروق» و»التحرير» و»الصباح» و»الوفد» و»الأهالي» و»الأسبوع» و»الأحرار» و»الفجر» في بيان لها أن الاحتجاب يأتي التزامًا بقرار «اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير» بالاحتجاب عن الصدور كخطوة إيجابية أولى تتبعها خطوات تصعيدية في مواجهة استمرار تجاهل الجمعية التأسيسية لمطالب الصحفيين. من جانبه، قال مدير التحرير التنفيذي لصحيفة «المصري اليوم» محمد السيد إن الجريدة قررت الاحتجاب اعتراضًا على محاولة تمرير الإعلان الدستوري ومن بعده الدستور الجديد، وعدم رغبة الرئيس في التنازل أو حتى التفاوض مع معارضيه، فضلًا عن الهجمة الشرسة على وسائل الإعلام التي ظهرت واضحة في مليونية الشرعية والشريعة والتي نعتت بعض الإعلاميين بصفات سيئة. من جانبها، اعتبرت الدكتورة نجوى كامل -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام- أن حجب الصحف معاقبة للقارئ، وتعدٍ على حقه في المعرفة وليس للمسؤول لأن المسؤول يسعده احتجاب الصحف المعارضة. وتضامن مع حجب الصحف أمس الثلاثاء عدد كبير من الصحفيين بالصحف المملوكة للدولة، بينهم 43 صحفيًا من مؤسسة «روزاليوسف امتنعوا عن العمل -مستنكرين في بيان لهم عدم احتجاب صحيفتهم عن الصدور- بينما أعلن محررو بوابة ومجلة «الشباب» بجريدة الأهرام الإضراب عن العمل، مطالبين جموع صحفيي المؤسسة بالاستجابة لقرارات مجلس النقابة بحجب الصحف، مؤكدين في بيان لهم على تضامنهم مع قرارات مجلس النقابة والجمعية العمومية، اعتراضا على مواد الصحافة بالدستور الجديد، كما وافقت ثلاث قنوات فضائية على تسويد شاشاتها اليوم الأربعاء وهي قنوات «أون تي في» و»دريم» و»سي بي سي»، ويجري التشاور مع قناتي «الحياة» و»المحور» لإقناعهم بالانضمام إلى الاحتجاب.