أعتقدُ أنّ معالِيَ وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) أكثرُ مسؤول في الوِزَارة سعادةً ، بالانتقادات التي وُصِفَتْ بأنها» لاذعةٌ» عندما ناقش مجلس الشورى تقرير أداء الوِزاَرة، الذي قال عنه بعض الأعضاء:» فقيرجداً» و»لا يرقى إلى النقاش، لعدم توافر معلومات كافية، تُمَكِّن المجلسَ من الحُكْم على أداء الوزارة» و» حوى منجزات إنشائية، لا تليق بحجم الوِزَارة» و» يفتقر إلى المعلومات الدقيقة» وبلغ الانتقادُ قمتَه، عندما قال عضو المجلس( سعود الشمري):» إنّ الإعلام الرسمي، الذي تشرف عليه الوِزَارة، غيرُ مؤثر داخلياً، وخارجياً، ولا يوجد في التقرير، ما يدل على حِرَفيّة الوِزارة، أو اهتمامها بالوضع السياسي للمملكة، الذي يواجه خطورة التأثير فيه، من الإعلام الخارجي» (صحيفة الحياة، 12 محرم 1434ه، ص 12). أما لماذا الدكتور خوجه، أكثرُ المسؤولين سعادةً بالنقد المُوَجَّه لأداء الوِزَارة، فلأنه سَبَقَ أنْ أعلن أمام الرأي العام قائلا:» انتقدوني، وانتقدوا أداء وزارتي» (صحيفة الوطن ، غرة صفر 1432ه، الصفحة الأولى) إذاً هو يتقبُّلُ النقد، وعليه أنْ يتفاعلَ معه، وما النقدُ القاسي الذي وجّهَهُ بعض أعضاء مجلس الشورى لأداء الوزارة، إلا دليلٌ واضح على أهمية الإعلام السعودي، والتحديات غير المسبوقة، من بينها مرورُ أكثر من 32عاماً على ظهور السياسة الإعلامية السعودية، دون أن يطرأ عليها أيُّ تعديلٍ أو تطوير، فضلا عن مطالبة خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) ب» تحقيق الانتشار المتوازن للثقافة على مستوى المناطق» و» صياغة استراتيجية إعلامية وثقافية عصرية، ودعمها بآليات عملية واضحة المهمات، وقابلة للتنفيذ» فضلا عن مطالبة الخُطّة نَفْسُها ب» استراتيجية للثقافة، وأخرى للنهوض باللغة العربية». إنّ العبءَ ثقيلٌ، والتَّرِكةُ مُثْقَلَة، ولا أعتقد أنّ خِيار الوِزَارة، يكمن في تحديد قُدْرَاتها على مواجهة التحديات فحسب، بل في فضاء مفتوح، غَدَتْ معظم رسائله استهلاكية، وقنوات تُبَشِّرُ بالطائفية والقبائلية!! وثقافة هابطة، وأدوات اتصال اجتماعي، ترسِلُ ما تشاء، ويستقبلُها مَنْ شاءَ ومَنْ لَمْ يشأ، دونَ أنْ يتحكَّم فيها من يشاء. أقترحُ تأليف (تشكيل) غُرفة عمليات إعلامية سعودية، لمواجهة التحديات الإعلامية الداخلية والخارجية، وتوحيد سياسات المؤسسات الإعلامية الرسمية ( الإذاعة، التلفاز، واس ) فضلا عن ترقية التعاون المستمر بين الوزارة والإعلام المقروء، ورقياً، وإلكترونياً. الثقافةُ والإعلام هما اللذان أعطيا الوزارة مكانتها، لكن لا تَنْسَوْا أنّ الفضاءَ المفتوح مملوءٌ بالمواد والمعلومات المُتَكدِّسة، وبعض قنواته فَوْقِيّة، مُتَغَطْرِسة، لا تناقِش بِمَنْطق، ولا تُحاور بأدب. صحيح الإعلام السعودي ليس فقيراً، ولكنه غني بإنسانه، الذي أمضى جُلَّ عُمْرِه، وقد أثقلَهُ الوقوفُ أمام بَوّابة الإعلام. سؤال: ألَمْ تَرَوْا أنّ العالَم، بدأ يتخفّف من الإعلام الرسمي؟ [email protected]